قصة الشاب الموريتاني الذي أنقذ الرئيس الفرنسي و80 ألف مشجع من مجزرة محققة

ثلاثاء, 2015-12-01 01:53

سليم تورابالي منع الارهابي حذيفي من دخول ملعب "فرنسا"

يبدو أن حصيلة هجمات باريس التي خلفت المئات بين قتيل وجريح كانت مرشحة للزيادة لو سارت الأمور كما خطط لها تنظيم الدولة الإسلامية، وخصوصا دخول اثنين من المهاجمين إلى ملعب "فرنسا الدولي" في العاصمة.
 
وكانت مهمة البلجيكي بلال حذيفي أو "الجهادي ذي الوجه الطفولي" الدخول إلى الملعب وتفجير نفسه وسط عشرات آلاف مشاهدي المباراة الودية بكرة القدم بين ألمانيا وفرنسا في مقدمتهم الرئيس الفرنسيفرانسوا هولاند، لكن حارسا فرنسيا مسلما من أصول موريتانية يدعى سليم تورابالي (42 عاما) شك في "حذيفي" وأوقفه ومنعه من دخول الملعب.

وتمكنت صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية من الوصول إلى مكان سكن الحارس، في شقة متواضعة مكونة من غرفتين في ضاحية سكنية شمال شرقي باريس، حيث يعيش مع زوجته البالغة (55 عاما) وابنتهما (15 عاما).

 حذيفي حاول الدخول من أكثر من بوابة لتفجير نفسه في ملعب فرنسا (مواقع التواصل الإجتماعي)

 

 

عصبي وغير متزن
وروى سالم للصحيفة البريطانية كيف "شك في شخصية الشاب العربي ذي الوجه الطفولي، الذي كان يرتدي سترة سوداء، فوقف في طريقه". وتابع "أصر الشاب على أنه يملك تذكرة لحضور المباراة، وأنه بانتظار ابن عمه الذي سيحضرها له، لكن سالم لم يصدقه ومنعه من الدخول". ويصف سليم حذيفي بأنه كان غير متزن وعصبيا.

وحاول حذيفي الدخول من بوابة أخرى -يتابع سالم- إلا أنه سارع لتحذير زملائه من السماح له بالدخول، الأمر الذي لاحظه "الانتحاري" فتراجع إلى الوراء واختفى.

ويعمل سالم -وهو من مشجعي باريس سان جيرمان الفرنسي- في الأمن الخاص منذ عشر سنوات، وكان يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري مناوبته الأولى في ملعب "فرنسا".

المباراة كان يشاهدها نحو ثمانين ألف متفرج في مقدمتهم هولاند (أسوشيتد برس)

 

 

بطل بمنطقته
واللافت ما قاله سالم للصحيفة البريطانية أن "ابنته طلبت منه قبل ذهابه للعمل أن يكون حذرا لأنها سمعت عن أن منتخب ألمانيا بكرة القدم أخلى الفندق الذي كان ينزل فيه بسبب تحذير من وجود قنبلة بداخله".

ورغم سماع سالم للانفجارات الثلاثة التي دوت في الملعب فإنه لم يخطر بباله أن الشاب الذي أوقفه هو أحد الذين فجروا أنفسهم، ولم يتعرف عليه إلا بعد استجوابه من قبل الشرطة التي عرضت صورا عليه أثناء التحقيق.

ومنذ هجمات باريس وانتشار قصته، ينظر إلى سالم كـ"بطل" حيث دعاه رئيس الأمن في البلدية التي تتبع لها الضاحية التي يسكن فيها إلى اجتماع خاص لتهنئته على ما فعل.

ويقول تيري مينغان لـ "ميل أون صنداي" إنه "فخور جدا بوجود شخص مثله يسكن في الضاحية المسؤول عنها".

يُذكر أن حذيفي الذي يعتقد أنه قاتل في سوريا إلى جانب تنظيم الدولة فجر نفسه أمام الملعب وقُتل لوحده.

المصدر الجزيرة نت