رسائل التعديل الوزاري اليوم (تحليل)

اثنين, 2017-05-29 20:41

التعديل الوزاري اليوم، والذي تم بعد جولة الوزير الأول يحي ولد حدمين في الشرق الموريتاني، حمل عدة دلالات رغم جزئيته وتبادل الحقائب بين وجوه في الحكومة، إلا أن سقوط مولاي ولد محمد الاغظف وتعويضه بولد محمد خونه، وتعيين يحي ولد عبد الدايم وزيرا للمياه وهي الشخصية التي تنتمي لنفس العمق الاجتماعي الذي ينتمي له الوزير مولاي لكن هذه المرة من كرو في ولاية العصابة.

كلها أمور تحمل رسائل ودلالات كبرى، وهو الشيء الذي دفع بعض المراقبين إلى القول أن التعديل كان غرضه إسقاط ولد محمد الاغظف، وما حدث من تبادل إنما هو نوع من التغطية لا غير.

مبرزين أن الأمر يتعلق بالرسائل التي حملها ولد حدمين في زيارته للحوض الشرقي، وربما يكون التذمر الذي دفع ببعض المجموعات إلى معارضتها لنظام ولد عبد العزيز وتراجعها عن ذلك القشة التي قصمت ظهر البعير وألقت بظلالها على الوضع السياسي هناك والذي يسعى فيه ولد عبد العزيز إلى ترتيب الأوضاع قبل الاستفتاء المزمع تنظيمه يوليو المقبل.

كما أنه رسالة قوية بأن ولد حدمين أصبح يمسك العصا من الوسط، وأوكلت له مهمة تسيير الملف السياسي بما يتطلبه من مواقف يراها ولد عبد العزيز ضرورية للتحضير للمرحلة المقبلة، وتبرز أولى تجلياتها في التصريحات "الجريئة" في مهرجاناته والتي أظهر فيها أن النظام باق حتي بعد 2019.

والسؤال الجدي المطروح حاليا هو مصير الحوار الذي سقط منسقه، وهل سيواصل ولد محمد خونه المشوار، أم أننا ما زلنا في البداية في انتظار إجراءات تكمل ما تم الاعلان عنه ولا شك أنه مجرد بداية؟