مرض ايبولا.. وحش يتغذى على البشر والحدود بين الدول

خميس, 2014-07-31 18:21

عدد ضحايا الوباء الجديد يتخطى الألف بما في ذلك الأطباء والمعالجين، والاتحاد الاوروبي يستعد لاستقباله باجراءات صارمة.

لندن - يتفاقم تفشي وباء ايبولا في غرب افريقيا وقد يطال دولا جديدة كما قال المسؤول عن العمليات في منظمة اطباء بلا حدود بارت يانسن في حديث نشرته الاربعاء "لا ليبر بلجيك".

واضاف "يتفشى الوباء بشكل غير مسبوق ويخرج عن السيطرة ويتفاقم بما انه يطال مناطق اخرى خصوصا في ليبيريا وسيراليون مع بؤر مهمة جدا".

واوضح "اننا قلقون جدا لتطور الاحداث خصوصا في هذين البلدين، حيث هناك نقص في الرؤيا حول هذا الوباء".

وحذر من انه "اذا لم يتحسن الوضع سريعا هناك خطر حقيقي بانتقاله الى بلدان جديدة".

وقال "هذا الامر غير مستبعد لكن من الصعب توقعه لاننا لم نشهد مثل هذا الوباء قبلا".

واضاف "ليس هناك رؤيا شاملة لتحديد اين تكمن المشاكل الاساسية".

وتابع "على منظمة الصحة العالمية والحكومات ان تستخدم المزيد من الوسائل لرفع الجهود والقدرات الى المستوى المطلوب لبدء عملية السيطرة على هذا الوباء".

وهذا الوباء انتشر اولا مطلع السنة في غينيا قبل ان ينتقل الى ليبيريا ثم سيراليون وبلغ عدد الاصابات في البلدين المجاورين حتى 23 تموز/يوليو 1201 حالة منها 672 وفاة وفقا لاخر حصيلة لمنظمة الصحة.

ويحمل فيروس ايبولا، الذي يؤدي في غضون ايام الى "حمى نزفية" يليها تقيؤ واسهال، اسم نهر في شمال الكونغو الديموقراطية (زائير سابقا) حيث رصد للمرة الاولى عام 1976.

واعراض المرض هي النزف والتقيؤ والاسهال. ولا لقاح لهذا المرض الذي قد تبلغ نسبة الوفيات بسببه بين 25 و90 بالمئة بين البشر.

وينتقل هذا الفيروس بالاتصال المباشر مع الدم او السوائل الحيوية او انسجة الاشخاص او الحيوانات المصابة. وتشكل مراسم الدفن حيث يحتك الاهل والاقارب بجثة المصاب عنصرا مهما في انتقال المرض.

الخشية من الاحتكاك دفع السلطات النيجيرية الى اغلاق مدينة لاغوس النيجيرية وفرضت حجرا صحيا يوم الاثنين على مستشفى توفي فيه رجل ليبيري مصاب بالإيبولا في أول حالة مسجلة للمرض الفيروسي شديد العدوى بالبلد الأكثر كثافة للسكان بالقارة الافريقية.

وانهار باتريك سوير المستشار بوزارة المالية الليبيرية وهو في العقد الأربعيني من عمره لدى وصوله إلى مطار لاغوس في 20 من تموز/يوليو. ووضع في حجر صحي في مستشفى فيرست كونسالتانتس في أوباليند. وهي واحدة من أكثر المناطق ازدحاما في المدينة التي تضم 21 مليونا. وتوفي الرجل يوم الجمعة.

وقال مفوض الصحة بولاية لاجوس جيدي إدريس في مؤتمر صحفي "جرى إخلاء المستشفى الخاص وجرى القضاء على المصدر الأساسي للعدوى. وبدأت عملية تعقيم لكل الأجزاء المعرضة للتلوث بالفيروس."

وأضاف أنه جرى عزل جميع العاملين الذين كانوا مخالطين للحالة. وسيتم إغلاق المستشفى لمدة أسبوع مع متابعة حالة جميع الموظفين.

لكن انتقال المرض بين حدود الدول في غرب افريقيا بسرعة فائقة كان كافيا لاثارة مخاوف الاوروبيين من احتمال انتقاله الى بلادهم عبر وسائل النقل او التجارة او الهجرة، وهو ما حدى بمسؤولين الى طمأنة شعوبهم.

فقد اكد مصدر اوروبي، الاربعاء، ان الاتحاد الاوروبي مجهز للكشف ومعالجة المرضى المصابين بفيروس ايبولا، لكن امكانية وصول الوباء الذي تجري مكافحته في افريقيا الغربية الى دوله الاعضاء "ضئيلة".

واكد هذا المصدر في بروكسل "لا يمكننا استبعاد وصول حالة الى اوروبا، لكن لدى الاتحاد الاوروبي الوسائل للكشف عن الوباء واحتوائه سريعا".

واضاف "رصدت حالة مشبوهة في فالنسيا باسبانيا. وقد تبين انها سلبية في الواقع، لكن المنظومة قد عملت. عزل المريض واعطى المختبر النتيجة سريعا". وقد جهز الاتحاد الاوروبي نفسه بشبكة انذار، وتتوافر لجميع الدول الاعضاء البنى التحتية الاستشفائية المتخصصة لمعالجة هذه الامراض.

وقال احد الخبراء ان "المشكلة هي ان لا احد يعرف كم من الوقت سيستمر هذا الوباء".

واضاف الخبير ان "المشكلة هي تحضير البلدان المجاورة وخصوصا ساحل العاج وحتى ابعد منها". وقال "تتزايد الحالات في العواصم. ومرحلة الحضانة هي 21 يوما والناس يسافرون".

واوضح ان "فيروس ايبولا لا ينتقل بسهولة، لكن الوفاة رهيبة. وغالبا ما تحصل في اليوم الثامن، وفي اغلب الاحيان على اثر التهاب حاد للبنكرياس". وقال "تزداد صعوبة العثور على اطباء محليين لمعالجة الامراض في البلدان المصابة".

وقد توفي المسؤول الطبي في مركز معالجة في سيراليون هو الدكتور عمر خان الثلاثاء لاصابته بالعدوى.

وتأتي وفاة شيخ عمر خان، الذي نسب إليه الفضل في معالجة أكثر من مئة مريض بفيروس إيبولا، بعد وفاة عشرات من العاملين المحليين في مجال الصحة وإصابة طبيبين أميركيين في ليبيريا المجاورة مما يلقي الضوء على المخاطر التي تتعرض لها الطواقم الطبية التي تحاول وقف انتشار المرض في غرب افريقيا.

وكان شيخ عمر خان قد ذكر يوم 25 حزيران/يونيو في مستشفى كايلاهون وكينيما الحكومي في سيراليون أن المواطنين لا يتخذون احتياطات كافية لمنع انتشار المرض.

وكان شيخ عمر خان الذي تعتبره وزارة الصحة بطلا قوميا قد أصيب بالمرض خلال تموز/يوليو وتم نقله إلى جناح العلاج الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود في أقصى شمال سيراليون.

وكان قد تحدث أيضا يوم 25 يونيو/حزيران عن ضرورة تغيير أسلوب تعامل الناس مع الإيبولا.

وتوفي شيخ عمر خان بعد أقل من أسبوع من إعلان إصابته بالمرض.