هل تشهد سنة 2018م تحسُّنا في الوضع العربيّ المتأزّم ؟

اثنين, 2017-12-04 09:40

لقد خَيَّمَ التشاؤُمُ على كل ما يُقال أو يُكتَب عن الواقع العربيّ، منذ أن بدأت عملية تدمير البلدان العربية الواحد بعد الآخر. وكانت البداية بالعراق. ولعل مقولة: "أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأبيضُ"، تنطبق على العديد من الدول العربية التي تأثرت بما حدث للعراق وتأكدت-بعد فوات الأوان- من أنّ دورها سيأتي لا محالة.

دون الخوض في تفاصيل ما حل بالعالم العربيّ بعد احتلال العراق وتدميره، سأحاول الإجابة عن السؤال الذي اخترته عنوانا لهذا المقال. وذلك على النحو الآتي:

يبدو أنّ مؤشّراتٍ إيجابيةً- بدأت تلوح في الأفق-تجعلنا نتفاءل بما هو آت في الأسابيع أو الشهور القادمة.

في العراق: بدأت الدولة المركزية تحاول التصدي لمن يحاولون تقسيم العراق-على أساس عِرقيّ أو طائفيّ-إلى دويلات، ممّا جعل الأطراف المعنية أكثر تفهما لأهمية حل المشكلات المطروحة على الساحة عن طريق الحوار والتفاهم حول القضايا الجوهرية.

في سورية: لم تنجح المعارضة المسلحة في إسقاط النظام السياسيّ القائم، ولم يتمكن النظام من كسر شوكة المعارضة/ المعارضات وبسط نفوذ الدولة على الأراضي السورية الخارجة عن سيطرته. وقد ترتّب على هذا الوضع جنوح بعض الأطراف المعنية إلى قبول الحوار من أجل التفاهم حول الترتيبات اللازمة للخروج من المأزِق، بعد أن اقتنعوا انّ الحل-في نهاية الأمر-لن يكون إلّا سياسيًّا.

في فلسطين: حدث تقارب بين الأطراف الفلسطينية الفاعلة في الساحة، يُنتظَر أن يضع حدا للانقسام الذي أضر بالقضية الفلسطينية العادلة. وها نحن ننتظر-بفارغ الصبر- تشكيل حكومة فلسطينية وطنية موحدة منسجمة قادرة على التصدي للاحتلال الإسرائيليّ.

في لبنان: أعلن رئيس الوزراء المستقيل أنّ تراجعه عن الاستقالة، رهين بموافقة الفرقاء اللبنانيين السياسيين على النأي بلبنان عن إقحام نفسه فيما يجري من تجاذبات سياسية بين دول المنطقة، مع الابتعاد عن كل ما من شأنه الإضرار بالدول العربية الشقيقة.

في اليمن: انفجرت خلافات حادة-حسب ما يصلنا من معلومات-بين الرئيس اليمنيّ السابق وحلفائه الحوثيين، حيث صرح/ علي عبد الله صالح بأنه مستعد لفتح صفحة جديدة مع التحالف العربيّ الذي تقوده المملكة العربية السعودية. ولعل هذا المُعْطَى الجديد يجعل الكفة تميل لمصلحة التحالف العربيّ، لأنّ الحوثيين سيجدون أنفسهم مضطرين لتقديم المزيد من التنازلات عن طموحاتهم السياسية في الاستيلاء على كامل التراب اليمنيّ بالقوة. ويبقى الأمل معقودًا على أن يُعجّل التحالف العربيّ بوضع حد لهذه الحرب الضروس التي طال أمدها، تمهيدًا لإعادة الأمل إلى هذا الشعب العربيّ الطيّب المنكوب، والشروع في إعادة بناء دولة اليمن الموحّد من شماله إلى جنوبه.

وفي ختام هذه الخواطر والتوقعات، لا بد من التفاؤل أيضا بعقد القمة الخليجية في الأسبوع المقبل بمدينة الكويت-ودعوة قطر إلى المشاركة فيها- ممّا يعني أنّ هناك تفاهماتٍ على مستوًى عالٍ-لم يُكشَف الغطاءُ عنها بعدُ-على وجود تسوية للأزمة القطرية، لتعود العلاقات بين الأشقاء إلى ما كانت عليه أو أحسن من ذلك.

بِناءً على ما تقدَّمَ، فإنّ السنة القادمة (2018م) ستشهد-بإذن الله-انفراجا كبيرا في الوضع العربيّ القاتم الذي وصل في السنوات الأخيرة إلى درجة من التردي تكاد تكون غيرَ مسبوقة في التاريخ العربيّ الحديث.

وما ذلك على الله بعزيز.