معذورة أنت أيتها الشرطة الوطنية

اثنين, 2014-08-11 08:05

رن  هاتفي..
اللهم اجعله خيرا..!!
ـ شباب أستميحكم عذرا، سيارة صديقي سرقت..!!
وبدأت للتو واحدة من أكثر الرحلات عذابا في هذا الوطن المليء بالعذابات..
فكرة أنك ستجول في عالم الشرطة للتبليغ عن السيارة المسروقة تبدو مريعة في حد ذاتها..
ولكم أن تتصوروا كم الأفكار السوداء التي راودتني عن الابتزاز والاستغلال الذي سوف أتعرض له لمجرد أنني سأبلغ عن سرقة وأستخرج تلك الورقة التي ينتظر طاقم كل مفوضية شرطة استعراض سلطتهم فيها، وإظهار قدراتهم العالية في ابتزاز المواطنين، ويتحركون في تثاقل مرير لخدمة مواطن يدفع الضرائب ويحاول الاستفادة من الخدمات المتاحة في بلده .
لكنني حزمت أمري وتوكلت على الله، إذ لا مفر، فصديقي الذي سرقت سيارته غير موجود في الوطن، ولا خيار أمامي إلا دخول المعمعة.
بعد عدة جولات بين مفوضيات الشرطة تم إبلاغي بأن هناك سيارة مسروقة وجدتها إحدى المفوضيات، وبعد معاينتها اتضح أنها ليست هي، وكان علي أن أنتقل إلى مفوضية شرطة تيارت 2 التي ذكر لي أنهم قد أبلغوا توا بنبأ سيارة احترقت، فلعلها هي..
عندما دخلت المفوضية وقدمت نفسي كمواطن يبحث عن سيارة مسروقة ـ لا أقل ولا أكثر ـ نهض معي ضابط المداومة بعد بضع أسئلة، واتجه لسيارة المفوضية التي كانت في حالة رثة، غير أن اكتشافي الخطير جاء لاحقا: لقد عجزت عن التحرك..!!
كيف؟ سيارة الشرطة غير قادرة على التحرك؟! سألت مستغربا.
أجابوني ـ وكأنهم استشعروا أنني يمكن أن أطرح مشكلتهم ـ : نعم.. غير قادرة على التحرك بسبب الأعطال الفنية.
سألت مجددا: منذ متى؟ (لم يدر بخلدي أبدا أن أتلقى تلك الإجابة)
ـ منذ شهرين تقريبا.!!!!!!!!!!!!!!
تفضل ضابط المداومة (الذي يعرج قليلا) مشكورا بركوب سيارته ليقودني إلى السيارة المحترقة والتي لم تكن سيارة صديقي.
في الطريق هان علي أمر السيارة المسروقة، وأنا أفكر في وطن مسروق بأكمله..!!
كيف يمكن أن نفهم أن الشرطة التي نعتمد عليها في أمننا وخدمة الكثير من حاجاتنا الأساسية تتعطل سيارتها من شهرين، ولا يقوم بإصلاحها القطاع الذي تتبع له؟!!
كيف تستطيع هذه المفوضية مطاردة المجرمين، أو القيام بدوريات مراقبة، وكيف تحول المتهمين لقصر العدل؟
أتعجز الدولة عن إصلاح سيارة الشرطة، أم أنها تتغافل عن ذلك؟
ألم يضجر أحد من هذه الوضعية من المفوض إلى المفتشين إلى ضباط الشرطة أو وكلائها الموجودين؟
والمواطنون: المستفيدون من خدمة الشرطة، أين هم؟ ألا يشكون؟ ألا يتذمرون؟
هذا بلاغ، فليعلم الغائبَ الحاضرُ..
ولندرك أن الانفلات الأمني بالمدينة له عذر..
والله وحده يعلم كم من سيارات في المفوضيات متعطلة أو معطلة.
البان ولد بمب