محمود الزهار: ليس لنا ناقة ولا جمل في الخلافات بين مكونات مصر… وحماس هشمت نظرية الأمن الإسرائيلي

أحد, 2014-09-07 13:17

بعد اختفاء عن الأنظار دام طوال فترة الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة والتي دامت 51 يوما، وانتهت في يوم 26 آب/ اغسطس، خرج قادة حركة حماس إلى الشارع، وشاركوا في عدة احتفالات بانتهاء الحرب و «نصر المقاومة». كان أول من ظهر منهم الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حيث شارك في أول «مسيرات النصر» في الساعات الأولى للتهدئة، وبعد أسبوع من عودة غزة للحياة مجددا. من بين ركام الدمار الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية، التقت «القدس العربي» الدكتور الزهار، الذي نسفت إسرائيل منزله بالطائرات وحولته إلى ركام، حاورناه حول عدة ملفات، عن الوحدة مع حركة فتح، عبر عن خشيته من فشل تجربة الاتفاق الأخير الذي شــــكل حكـــومة توافق وطني، وقال أن أداءها لم يغير شيئا، وشكك أيضا في إمكانية إجراء الانتخابات الفلسطينية العامة في موعدها حسب الاتفاق بعد ثلاثة أشهر من الآن.
الزهار خلال المقابلة قال أن نظرية الأمن الإسرائيلية «هشمت» خلال حرب غزة الأخيرة، لكنه رغم ذلك عبر عن أسفه لضعف التعاطف العربي والإسلامي الشعبي والرسمي مع غزة خلال الحرب، وقال أنه «حالة شاذة» لو قورن بحروب العام 48، و67، وقال أن حماس لم توافق في القاهرة على «اتفاق سياسي» مع إسرائـــــيل، ووصف اتفاق التهدئة بـ«الإجرائي»، وأن قوة حماس ستفرض تطبيق الاتفاق. وحين سألته «الـقــــدس العربي» عن العلاقة مع النظام المصري الجديد، قال « دفعنا ثمن خلافات داخلية بين مصرومكوناتها، وليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل»، خاصة وأن حماس لا تتمتع بعلاقات طيبة  مع مصر في هذه الأوقات، وهذا هو نص الحوار: ○ الدكتور الزهار كيف تقيم علاقة الوحدة مع حركة فتح في ضوء الخلافات الأخيرة؟
• التجربة تحتاج إلى التقييم، هناك خلاف في البرامج والأهداف، هناك برنامج يعتمد على التفاوض كخيار وحيد، وهناك برنامج آخر يعتمد على المقاومة كخيار وحيد، وقد تم التوافق على هدف معين يقوم على كيفية إدارة الفترة الانتقالية من خلال حكومة توافق وطني، في ظل عدم وجود اتحاد برامج أو اتحاد في الأهداف والوسائل، وهذه الحكومة انتقالية، وبعد ذلك الانتخابات المقبلة ستحسم أي اتجاه سيقود المرحلة المقبلة. هذا هو المخطط، وقد دخلت على الخطط الاعتداءات الأخيرة، وكان من الحكمة أن يتم تشكيل وفد موحد، وبدأنا نسمع كلمات غير مقبولة من حركة فتح، بأن تسمي جيش حماس الذي انتصر بـ «ميليشيات حماس» وهم يكذبون ويقولون أننا أطلقنا الرصاص على أرجل الفتحاويين، وغزة مفتوحة للجميع.
يقولون حماس مسيطرة على غزة، أصلا حماس تحكم غزة من العام 2007، ومن المنطق أن تكون موجودة، وقد شكلتم حكومة لا تريد أن تدفع رواتب الناس، ولا تريد أن تأخذ دورها، وهذه التجربة أخشى أن لا تنجح، وتكون لها آثار سلبية، وتوجهنا في حماس أن تنجح، ونعمل على إنجاحها، لكن من الواضح أن الأمور فيها عقبات.
○ إذن كيف تقيم أداء حكومة الوحدة؟
• لا يوجد شيء اسمه حكومة وحدة وطنية، هي حكومة وفـــاق وطني، الوحدة الوطنية نكون مشاركين فيها، والفصائل الأخرى مشاركة فيها، بمعنى أننا وافقنا على أشخاص ليسوا منا، وأدائها لا نستطيع أن نقول أن هناك شيئا حصل.
○ هل من الممكن إذن بحسب اتفاق المصالحة الأخير مع فتح أن تكون هناك انتخابات في غضون ثلاثة أشهر، بعد مضي نصف المدة على الاتفاق؟
• تقديري وبناء على المعلومات التي تتسرب، أن الطرف الآخر لا يريد أن يجري انتخابات.
○ على أي شكل ستكون نتائج الحرب الإسرائيلية على غزة؟
• أولا أريد أن أقول ما تم في القاهرة ليس اتفاقا سياسيا، حتى لا يتم الربط بينه وبين الإنجاز العسكري الهائل، الاتفاق نص على كيفية رفع الحصار عن غزة، بفتح المعابر، وأن يسمح للناس أن تصطاد، هذه اتفاقات إجرائية تمت بموافقة الجميع، وبرعاية عربية، ونعلم أن الجانب الإسرائيلي لا يلـــتزم بها، لذلك أردنا أن ننتزعـــها انـــتزاعا بعــــد الحرب، هل سينفذ (الجانب الإسرائيلي)، لا بد أنه سيحاول أن يتملص، لذلك ستبقى الضغوط عليه لأقصى درجة، حتى يترك غزة تعيش كباقي البشر، فنحن من حقنا أن نصطاد، وأن نستخدم أرضنا.
لكن الاتفاق السياسي هو ما بين فتح وإسرائيل من خلال اتفاق أوسلو وما بعده، وليس بيننا في حماس وبين العدو أي اتفاق سياسي.
○ في اعتقادك هل ستكون هناك جولة قتال قريبة مع إسرائيل، وهل من ضامن لاتفاق التهدئة؟
• إسرائيل مهزومة، وفي فترة الهزيمة هذه لا بد أنها تريد لملمة هزيمتها، ونظرية الأمن القومي الإسرائيلي التي فرضت على العالم العربي وعلى العالم لمدة 66 سنة، هشمت في هذه الحرب بكل أركانها، ولا تستطيع إسرائيل أن تعيش تحت هذا الهاجس الكبير، ولا نستبعد إذا قرأنا حروبها في الأعوام 48 و 56، و67، وآخرها 3007، و2012، و2014، أن تعمل شيئا، لكن أن تقوم بحرب الآن، فأنا أشك في ذلك، لكن هي ستحاول أن تتملص من الاتفاقيات الإجرائية في القاهرة، فالعدو الإسرائيلي يعيش أزمة حقيقية منذ 66 سنة.
○ الدكتور الزهار وقيادة حماس دمرت إسرائيل منازلهم في الحرب الأخيرة، هل أثر ذلك عليكم؟
• أولا هذه ليست أول مرة، بيتي في العام 2003 دمر، وفي الحرب 2012 ضرب، وفي هـــذه الحرب ضـــرب لي بيـــتين، بل بالعكس كنا سنشعر بالخجــــل كله، لو ضربت بيوت الناس ولم تضرب بيوتنا.
○ التضامن العربي والإسلامي على المستوى الرسمي والشعبي مع غزة كان ضعيفا جدا خلال الحرب، في اعتقادك ما السبب؟
• هي حالة من الجغرافيا السياسية الشاذة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، لم تكن هذه الحالة التي شاهدناها في العام 67، حين وقفت الأمة العربية وقطعت بترولها عن الغرب، وعندما وقفت الأمة العربية في العام 48، وجيشت جيوشها لمحاربة احتلال إسرائيل، هذه حالة شاذة من تاريخ الأمة العربية لها تداعياتها، وهذا دور المحللين والمؤرخين ليقولوا لنا لماذا، لكن هذا شيء مخز ومحزن، فما الذي يبرر هذا الموقف الرسمي المتفرج، وبعضه شامت وراغب بما يجري من دماء.
○ هل قدمت لحماس والمقاومة بنود إتفاق من جهات عربية وإقليمية أفضل من العرض المصري؟
• أولا هذا ليس إتفاقا سياسيا، حتى لا نضخمه ونعمل منه قصة، حتى إذا فشل، نقول اتفاقيات حماس مع إسرائيل فشلت، من حقنا أن نصطاد، وأن نستخدم أرضـــنا، ومن حقــنا أن تكون هناك معابر، وبالتالي ليس له أي قيمة، الذي سيفرض هذا الاتفاق هو قوة حماس، وقدرتها على الضغط على الجانب الإسرائيلي.
○ إذن كيف تنظرون لمستقبل العلاقة مع النظام المصري الحالي؟
• موقفنا من العالم والإسلامي والدولي، موقف المحايد، لو دخلنا في لعبة المحاور، لكنا أصبحنا كحركة فتح، نحن حافظنا على بندقيتنا في يدنا، موجهة ضد العدو الإسرائيلي، وأن تكون إمكانياتنا في اتجاه المقاومة، وهناك من أراد أن يقحمنا إقحاما في مشاكله الداخلية، أو يجرنا إلى أحلافه مع الآخرين، وهذه القضية أثرت علينا كثيرا.
ومن بينها هذه العلاقة مع مصر، واتهمونا بأننا نعبث بأمن سيناء، وليس هناك أي دليل على ذلك، ودفعنا ثمن الخلافات الداخلية بين مكونات مصر، وليست لنا فيها لا ناقة ولا جمل.

أشرف الهور

القدس العربي