رمضان في موريتانيا.. شهر تكافل اجتماعي بامتياز

أربعاء, 2021-04-14 12:55

يشكل شهر رمضان المعظم أحد أهم الأشهر في موريتانيا من حيث التكافل الاجتماعي، حيث يقبل أبناء موريتانيا بشكل ملفت على أعمال البر في الشهر الفضيل ضمن عبادات خالصة لوجه الله الكريم بعيدا عن السياسة والمن والأذى.

ويستقبل الموريتانيون من ميسوري الحال والفقراء شهر رمضان الفضيل، الذي يعتبرونه مؤاتيا للإكثار من صلة الأرحام ومد يد المساعدة للفقراء.

وتتنوع عمليات البر التي يعتادها الموريتانيون في شهر رمضان بعيدا عن السياسة بداية بما تنفذه السلطات من خلال برامج اجتماعية تستهدف المساجد وأبناء المناطق الفقيرة ومراقبة صارمة لأسعار المواد الأساسية إلى تلك التي يقوم بها بعض الأثرياء لصالح العمال والموظفين ففيما يقدم البعض راتبا إضافيا بمناسبة الشهر الكريم تقدم شركات أخرى مكافآت بمناسبة رمضان.

وضمن الاهتمام بالشهر الفضيل حددت الرئاسة الموريتانية، اليوم الثلاثاء، أوقات الدوام الرسمي في الدوائر العمومية خلال شهر رمضان المبارك من التاسعة إلى الخامسة عدا يوم الجمعة الذي لا يعمل فيه الموظفون والعمل سوى 3 ساعات يمنح القطاع الخاص الموريتاني للموظفين والعمال تسهيلات كبيرة بمناسبة الشهر الكريم ويمنحونهم الكثير من المحفزات خلال الشهر الفضيل.

ويستثنى من هذا التوقيت: القوات المسلحة الوطنية وقوات الأمن، والمستشفيات والمراكز الصحية، والمؤسسات التعليمية، والإذاعة والتلفزيون ووسائل الاتصال الإداري والبريد والمواصلات".
ومن الطقوس الرمضانية التي تتوارثها الأجيال، يقبل الموريتانيون على تقديم التهاني والتبريكات وتناسي الخلافات والقيام بأعمال البر المختلفة.

وتشكل حلاقة رؤوس الأولاد في شهر رمضان الكريم إحدى العادات، حيث يكف الكثير منهم عن حلاقة شعر رؤوسهم، وشعور أطفالهم في الأيام السابقة للشهر الكريم ومع الأيام الأولى يبدؤون حلاقتها، تيامناً بالشعر الذي ينمو مع مرور أيام الشهر الفضيل الذي يسمونه "زغبة رمضان كما تشمل الطقوس العديد من المناسبات السعيدة، مثل عقود الزواج، والدخول للمنازل الجديدة.

أما عن موائد رمضان في موريتانيا، يشكل التمر والزريق وهو حليب بالسكر والحريرة بشقيها التقليدي من القمح والشعير والذرة أو الجديد من الخضروات واللحوم بالإضافة إلى بعض المعجونات الغذائية إحدى أهم الموائد ساعة الإفطار ومن المشروبات التي يفضلها الموريتانيون في إفطارهم إضافة إلى الزريق ومشروب بيسام أي الكركديه.

غير أن شرب الشاي الأخضر بالنعناع يبقى المشروب الأشهر في موريتانيا ومن الغريب أن موريتانيا التي تحوي واحدا من أكبر الاحتياطات العربية من الثروة السمكية تقدر بمليوني طن سنويا من الأسماك من بينها أسماك عالية الجودة، فإن استهلاك شعبها للأسماك في شهر رمضان ما يزال ضئيلاً، ويكاد ينحصر في ثلاث محافظات من أصل خمسة عشر.

ويقتصر الموريتانيون في وجبتهم الأشهر والمعرفة بالطاجين على لحوم الجمال أو الغنم مع بطاطس بدل الأسماك المتوفرة بكل أشكالها.

ويلقى إحياء الموريتانيين لرمضان اهتماما رسميا وشعبيا ملحوظين فالحكومة تنظم وتوجه من خلال لقاءات العلماء والأطباء في برامج قنوات التلفزيون ومحطات الإذاعة التي تواكب الشهر الفضيل من خلال محاضرات يتم نقل بعضها مباشرة على الهواء سواء في نواكشوط العاصمة أو المحافظات وذلك من خلال 17 قناة تلفزيونية وإذاعية من أبرزها تلفزيون المحظرة وإذاعة القرآن الكريم ويجيب العلماء والأطباء على أسئلة الصائمين، وهو ما يلقى إقبالا كبيرا في الشهر الكريم وتبدأ هذه البرامج من صلاة الظهر إلى ما بعد منتصف الليل.