الحجاج الموريتانيين ورحلة التيه المبكر.

اثنين, 2014-09-15 19:48

صباح اليوم أوفدتني إذاعة نواكشوط الحرة ووكالة نواكشوط للأنباء لتغطية ظروف الحجاج الموريتانيين من داخل مباني جامع ابن عباس.

تفاجئت عند الوصول إلى حرم المسجد بالحضور المكثف لعناصر قوات مكافحة الشغب وهي تحكم قبضتها على المكان وتسد الأبواب في وجه الحجاج والإعلاميين على حد سواء دون النظر في طبيعة المهمة وللقصد من المجيء إلى المكان في الأصل.

حاولت في البداية أن أستفسر من المغضوب عليهم من طرف عناصر مكافحة الشغب عن البوابات فأخبرتني سيدة أن الأمر يتعلق ببعض الحجاج من الفوجين الثاني والثالث لم يتمكنوا لحد الساعة من الحصول على جوازات سفرهم ولا على البطاقات التي تخولهم الدخول إلى مكان الحجز في المخيمات داخل حائط المسجد.

قادني الفضول الإعلامي وغريزة حب التطلع إلى البحث في الأسباب الكامنة وراء هذا الوضع خصوصا أن السلطات أعلنت في البداية عن جملة من الإجراءات الهدف منها تسهيل عملية الحج وتقريب الإدارة من الحجاج لحل مشاكلهم عند الضرورة.

تقدمت إلى أفراد قوات مكافحة الشغب عند البوابة وسألتهم في البداية إن كانت هناك جهة مسؤولة عن التعامل مع وسائل الإعلام فطلبوا مني التوجه إلى البوابة المقابلة لمباني العدالة لكن عند الوصول إلى مباني خلية الحج كما يسميها عناصر مكافحة الشغب تفاجئت أن جميع المكاتب خاوية على عروشها إلا من الحراس أو زحام كبير من طرف الحجاج عن بوابات المكاتب وهم يحاولون عبثا الحصول على حاجياتهم داخل تلك المكاتب المهجورة.

توجهت إلى بوابة المسجد المقابلة فمنعني أفراد مكافحة الشغب المتواجدين بكثرة تشبه عباراتهم الخشنة التي يتعاملون بعها مع الشيب الضعفاء من الحجاج المتواجدين عند البوابة.

توجهت إلى البوابة الثانية عند المدخل الرئيسي فرفض عناصر مكافحة الشغب السماح لي بالدخول على غرار زملائهم عن البوابة الأخرى، سألت صاحب الشاي الذي يجوب المنطقة بكل أريحية إن كان يعرف احد المشرفين على عملية الحج فأشار بيده صوب مراحيض توجد في طرف من المكان واخبرني أن هناك مكتب يوجد فيه أحد الأشخاص يمكن أن تكون له علاقة بالموضوع.

حبست أنفاسي تفاديا لروائح المكان النتنة وتوجهت إلى الرجل المخلص من العودة إلى مكان العمل بخفي حنين وعند ما وصلت إليه أبرزة له بطاقة هوية المهنية "البطاقة الصحفية" وطلبت منه أن يدلني على مكان احد المشرفين على العملية وبكل بساطة قال يمكن أن تبحث عنهم في البنك المركزي أو في مكاتب الوزارة في هذه المكاتب لا يوجد احد منهم.

وبخفي حنين عدت إلى السيارة وتركت في خلفي عشرات الموطنين وهم يتساءلون في حيرة: نحن المواطنون فأين الإدارة؟!

وذاك هو الحال مع عدد من وسائل الإعلام وهي تحاول دون نتيجة أن تصل إلى مكان الحجاج لإطلاع الرأي العام على وضعية الحجاج والظروف التي يعيشون فيها قبل المغادرة إلى الديار المقدسة.