موريتانيا تدعو الدعاة إلى المساهمة في محاربة "الرق

ثلاثاء, 2014-09-16 08:55

نواكشوط - سكينة أصنيب-العربية

حثت وزارة الشؤون الإسلامية في موريتانيا كافة منتسبيها إلى المشاركة الفعالة في محاربة أشكال ومخلفات أنواع الرق في ندوة خصصت في ظاهرها لمناقشة مساهمة قطاع الشؤون الإسلامية في القضاء على مخلفات العبودية، بينما يعتبر المراقبون أن السبب الحقيقي لتنظيمها هو رد تهمة تشجيع "فقه النخاسة" عن بعض الأئمة والدعاة التقليديين، وإظهار اسهامات وزارة الشؤون الإسلامية في محاربة الرق في الوقت الذي تتهم فيه من قبل بعض الحقوقيين الزنوج بمحاباة الدعاة الذين يدرسون المراجع القديمة وما تتضمنه من تأويلات عن الرق في المدارس الدينية.

وشارك في الندوة التي اختتمت مساء الاثنين ونظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم، نخبة من العلماء والأئمة والمفكرين أبرزوا مساهمة قطاع الشؤون الإسلامية في القضاء على مخلفات الاسترقاق في موريتانيا، وناقشوا بعمق "الاسترقاق كظاهرة قديمة أقر الإسلام التعامل معها بقيمه السامية مع فتح أبواب واسعة للقضاء عليها"، وثمنوا الجهود التي تقوم بها الدولة للقضاء على مخلفات هذه الظاهرة.
وقدمت خلال الندوة التي استمرت طيلة يومين محاضرات وعروض، شارك فيها عدد من العلماء والأساتذة، حاولوا وضع إستراتيجية يعتمدها قطاع الشؤون الإسلامية في القضاء على مخلفات الاسترقاق.

وقال وزير الشؤون الإسلامية والتعليم، أحمد ولد أهل داوود، إن الندوة "شهدت مستوى علمياً عالياً لما تضمنته من عروض ومحاضرات قيمة ونقاش بناء"، وأشار إلى أن الندوة "ستكون بداية فعلية لبرنامج حافل بالأنشطة الفعالة الهادفة إلى محاربة أشكال ومخلفات الاسترقاق في كل المدن والقرى والأرياف".

ودعا الوزير كافة منتسبي قطاعه إلى جعل الندوة "منطلقاً علمياً جاداً للمشاركة الإيجابية في مخلفات الاسترقاق"، معبراً عن أمله في أن تمثل مضامين الندوة تصوراً مرجعياً وفكرياً يضاف إلى المجهود الهادف إلى إجماع وطني تتم الاستنارة به في القضاء على كافة مخلفات الرق.

وتضمنت الندوة عروضاً قدمها أئمة وشيوخ وعلماء ومفكرون حول الروافد والأسباب غير الشرعية لظاهرة الاسترقاق ودور العلماء والأئمة في القضاء على مخلفات الرق والإسلام دين الحرية والمساواة. كما تتضمن الندوة عروضاً حول محاربة العادات المكرسة لمخلفات الرق من خلال محاربة الأمية والفقر والتهميش واستغلال المنابر الإعلامية وخطب الجمعة لنشر ثقافة الحرية والعتق إضافة إلى التضامن والتكافل في محو آثار الاسترقاق.

وصدرت عن الندوة توصيات هامة في القضاء على مخلفات الاسترقاق من بينها المطالبة بتعميم مثل هذه الندوات الفكرية لتشمل كل ولايات الوطن والقيام بحملات توعية في المناطق التي تكثر فيها مخلفات ظاهرة الرق وتكثيف المساجد والمدارس الدينية فيها .