مَن هو الأمّيّ اليوم ؟ /إسلمو ولد سيدي أحمد (تدوينة)

سبت, 2014-12-06 13:34

كنا إلى عهد قريب نعرّف الأمي بأنه الشخص الذي لا يقرأ ولا يكتب. وفي السنوات الأخيرة، وبعد ظهور أمّيات جديدة(الأمية الحضارية...، على سبيل المثال)، وُضِعت لها تعريفات جديدة تتجاوز التعريف الأصلي المذكور. والذي يهمني هنا ليس الكلام- بشيء من التفصيل- عن أنواع الأمية أو عن خطرها على الفرد وعلى المجتمع، وإنما أردتُ أن أشير إلى أنّ من لا يتعامل- في أيامنا هذه-مع الحاسوب والشابكة(الإنترنت)، ويتابع ما ينشر إلكترونيا، عليه أن لا يستبعد أو يستغرب وصفه بالأميّ.
ومن الطرائف المضحكة (وشر البلية ما يضحك) أنّ الفرنسيين-في فترة احتلالهم لبلادنا- كانوا يكتبون كلمة"أُمّيّ" في خانة المهنة ببطاقة تعريف العالِم الذي لا يتكلم الفرنسية ! ولا أستبعد أنّ مَن لا يكتب/ يدون اليومَ في "الفيس بوك"-مَثَلًا- يعده بعض المدونين "أمّيا". كما يُعَد اليومَ أمّيا مَن لا يتكلم إلّا لغة واحدة...موجبه أنّ إنسان اليوم، بصرف النظر عن سنه أو مكانته، يجب أن يتعامل مع هذا الواقع الجديد بوسائل العصر، حتى لا يُعَدّ أميا أو متخلفا في أحسن الأحوال.
وعلينا-في تعاملنا مع هذا العالَم الافتراضيّ-أن لا يغيب عن أذهاننا أنّ له سِلاحًا ذَا حَدّيْن. ومن ثم، فلا بدّ من الانتباه لأمريْن في غاية الأهمية: 1-تنظيم الوقت، حتى لا نصبحَ مدمنين. 2-حسن اختيار المنشورات، بالتركيز على قراءة المفيد النافع، حتى لا نضيع الوقت فيما لا يجدي.