الأمريكيون يقبلون بشكل واسع على شراء مذكرات ولد الصلاحي

خميس, 2015-01-29 21:43

حظي كتاب "يوميات غوانتانامو" الذي صدر حديثا ليوثق معاناة السجين الموريتاني محمدو ولد صلاحي في معتقل غوانتانامو، باهتمام واسع منذ طرحه في الأسواق أواخر شهر يناير الجاري، وهو أول كتاب يؤلفه سجين ما زال محبوسا في سجن غوانتانامو.

 

ويروي السجين الموريتاني محمدو ولد صلاحي في مذكراته يوميات رحلة حول العالم من التعذيب والاهانات بدأت في بلده موريتانيا، قبل أكثر من 13 عاما، مرورا بأفغانستان والأردن، قبل أن ينتهي به المطاف في معتقل غوانتانامو الذي وصل إليه في أغسطس 2002 ، ليصبح منذ ذلك الحين السجين رقم 760.

وأثارت مذكرات ولد صلاحي صدى واسعا وجددت دعوات إطلاق سراح باقي سجناء غوانتانامو وإغلاق المعتقل، كما حققت مبيعات قياسية في الولايات المتحدة وبريطانيا حيث حلت هذه المذكرات ضمن قائمة الكتب المئة الأكثر مبيعا على موقع "أمازون"، وبين الخمسين كتابا الأكثر مبيعا في الشركة الأميركية لبيع الكتب بارنز اند نوبل.

مذكرات سرية

وكتب ولد صلاحي هذه المذكرات التي جاءت في 466 صفحة محررة بخط يده، باللغة الإنجليزية في زنزانته الانفرادية عام 2005، حيث كانت البداية عبارة عن رسائل يبعث بها السجين إلى محاميه الذين نجحوا بعد سبع سنوات من الصراع القضائي في نزع طابع السرية عن هذه الرسائل.

ويقول الناشط الحقوقي والمحامي لاري سيمس في تقديمه لكتاب "يوميات غوانتانامو"، إنها "مذكرات شخصية عميقة، مرعبة، تحوي روح الدعابة في حزن وتفاجئ القارئ برقتها، وهي بالإضافة إلى ذلك وثيقة تاريخية بالغة الأهمية".

وتم حذف أجزاء من مذكرات ولد صلاحي بدعوى حماية معلومات مصنفة، ما منع القارئ من الاطلاع على القصة الكاملة لمحنة السجين.

وصدرت المذكرات بتأشير على جميع الأماكن التي مر عليها مقص الرقيب، حيث تأمل دار النشر التي فازت بحق نشر المذكرات في مزاد علني بأن تتمكن لاحقا من إصدار طبعة لم يمر عليها مقص الرقيب حين يُفرج في النهاية عن ولد صلاحي.

تعذيب وإهانة

ويسرد ولد صلاحي في مذكراته صنوف العذاب التي تعرض لها، بما في ذلك حرمانه من النوم وتهديده بالإعدام، كما يكشف الغموض الذي يلف معتقل غوانتانامو.

يقول ولد الصلاحي: "يتم تبريد الزنزانة أو دعني أقول العلبة بشكل قوي مما يجعلني أرتعش أغلب الوقت"، وأضاف: " كانوا يمنعونني من رؤية ضوء النهار، وكانوا يجعلون وقت الفسحة إن وجدت في الليل لكي لا تتاح لي فرصة رؤية أي معتقل أو الحديث معه".

وتقول المذكرات التي يتحدث فيها ولد صلاحي بصيغة المتكلم: "إني أعيش فعلا في رعب، لا أتذكر أني نمت ليلة واحدة بشكل مطمئن. خلال 70 يوما قادمة لن أذوق لذة النوم، سيكون الاستجواب لمدة 24 ساعة متواصلة".

ويؤكد أنه تعرض لأبشع أنواع التعذيب وهو معصوب العينين، حيث تم إجباره على شرب ماء البحر وأخذه على متن قارب سريع في عرض البحر حيث تعرض للضرب ثلاث ساعات وهو مغمور في الجليد.

ويستعيد ولد صلاحي في يومياته حمامات الثلج قائلا: "لقد ملأوا كل فراغ بين ثيابي من عنقي وحتى كاحلي بمكعبات الثلج، وكلما ذابت كانوا يضعون غيرها، مكعبات ثلجية صلبة، وبين الحين والآخر كان أحد الحراس يلكمني.. يلكمني في وجهي معظم الوقت".

وبعد كل أساليب الاستجواب كانت المحصلة حسب ما كتبه ولد صلاحي في مذكراته "حفنة أكاذيب"، واعترافات ملفقة في محاولة لإنهاء تعذيبه، منها القول للمحققين إنه "خطط لتفجير برج سي أن في مدينة تورونتو الكندية".

ولم توجه السلطات الأميركية أي اتهامات للسجين محمد ولد صلاحي، وفي 2010 أمرت محكمة اتحادية بإطلاق سراحه، غير أن هذا الحكم نقض في وقت لاحق واستمر حبس ولد صلاحي.

ويحمّل الحقوقيون الموريتانيون مسؤولية ما يعانيه ولد صلاحي للدولة الموريتانية باعتبار أنها من اعتقلته وسلمته للاستخبارات الأميركية في حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، لتكون بذلك الدولة الوحيدة التي سلّمت أحد مواطنيها ليتعرض للتعذيب في سجن غوانتنامو.

 العربية نت