تصريحات أوباما تثير عاصفة شعبية في فنزويلا

سبت, 2015-03-21 15:33

يبدو أن الخلاف بين "واشنطن" و"كاركاس" لن يهدأ بعد، فبعد سنوات الحروب الكلامية والقطيعة الدبلوماسية بين شمال يتبنى نظاما رأسماليا وجنوب يحن لثورة ماو تسي تونغ وترسيخ أسس نظام اشتراكي يحمي الطبقة البروليتارية من بطش "الإمبريالية"، جاء قرار البيت الأبيض ليعمق الجراح بعدما قضى بمنع سبعة موظفين سامين من فنزويلا من دخول تراب الولايات المتحدة الأمريكية وإعفائهم من مهامهم بتهمة "انتهاكهم لحقوق الإنسان والفساد المالي وإعطاءهم أوامر بالاعتداء على متظاهرين معارضين لنظام الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو".

في ذات السياق، أصدرت واشنطن بيانا "تطالب فيه بإطلاق سراح جميع سجناء الرأي والتعبير وعشرات الطلبة ممن جرى اعتقالهم في مظاهرات معارضة لسياسة الدولة، وكذا بتمتيع كل من المعارض المعروف "ليوبولدو لوبيث" والقائد "دانييل ثبايوس" و "أنطونيو لديثما" بالحرية، كما اتهمت حكومة "مادورو" بعدم احترام الحقوق الأساسية للمواطنين وانتهاك بنود "الميثاق التأسيسي لمنظمة الدول الأمريكية" ودعمه للمشروع الإيراني وللإرهاب في سوريا ".

ووفق تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما "فإن قرار واشنطن القاضي بمنع سبعة مسؤولين كبار من دخول أمريكا جاء تنفيذا لأمر من البيت الأبيض، كما أنها ستعمل على فرض مزيد من العقوبات على دولة فينزويلا لما تشكله من تهديد على الأمن الوطني وعلى السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية" مضيفا بأن "حكومة "نيكولاس مادورو" تسعى من خلال انتقاداتها الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية وللنظام الإمبريالي إلى تحويل أنظار الشعب عن المشاكل الحقيقة التي تتخبط فيها الدولة في ظل أزمة البترول".

قرار واشنطن تسبب في "غليان شعبي" بفنزويلا، ودفع رئيس الحكومة نيكولاس مادورو إلى توجيه رسالة مفتوحة،نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى واشنطن يرد فيها بالقول "إن فنزويلا لم تكن أبدا تمثل تهديدا على الأمن الوطني ولا الدولي ولم يسبق لها أن حملت السلاح في وجه أحد، وإنما هي دولة يسودها السلم والآمل"، كما اعتبر القرار بـ"الغير القانوني والعنيف والأحادي الجانب كونه ينتهك الحقوق الأساسية للسيادة ويتنافى ومع ما تنص عليه القوانين الدولية".

وأضاف خليفة قائد الثورة البوليفارية، هوغو تشافيز، بأن "قرارت أمريكا تلقى رفضا وشجبا من طرف 33 دولة بأمريكا اللاتينية ودول الكاريبي وكذا من قبل 12 بلدا منضويا تحت لواء "اتحاد دول أمريكا الجنوبية"، وزاد "الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يملك أية سلطة للتدخل في الأمور الداخلية ل"كركاس" وليس من حقه أن يتخذ القرار بشكل انفرادي في خرق سافر لنصوص الدستور والعدالة بدولة فنزويلا ، والتي هي دولة مقدسة لا تنظر نصائح الآخرين".

وطالب، قائد الحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي، أمريكا بـ" التوقف عن أعمالها العدائية تجاه دولة فنزويلا والضرب في أسس الديمقراطية"، داعيا الرئيس أوباما إلى "التراجع عن قرار منع الموظفين السبعة من دخول التراب الأمريكي والعدول عن تصريحاته التي صنفت فنزويلا في خانة دولة "تهدد على الأمن الوطني والسياسة الخارجية لأمريكا"، في مقابل ذلك، كان رد نائب رئيس الحكومة "ديوس دالو كابيوو" أكثر قوة حين دعا المواطنين الفنزويليين إلى الاستعداد للحرب "كون أمريكا قد تشن هجوما مسلحا في أية لحظة".

هذا واجتمع المئات من الموالين لحكومة "نيكولاس مادورو" قبالة القصر الرئاسي في مظاهرة "ضد النظام الإمبريالي" جابت أهم شوارع مدينة "كركاس"، حاملين لافتات تستنكر تصريحات الرئيس الأمريكي، كما أشادوا بموقف الرئيس الفنزويلي حين قال بأن القرار الذي اتخذته البيت الأبيض "سيكلفها سياسيا ودبلوماسيا وإنسانيا وهو بمثابة خطأ سيتذكره التاريخ"، كما كان الأخير قد أعطى،قبل شهر، أوامره بتقليص عدد الموظفين بسفارة أمريكا بـ "كركاس" وفرض التأشيرة على السياح الأمريكيين.

في غضون ذلك، تضامن العديد من رؤساء دول أمريكا الجنوبية مع "نيكولاس مادورو"، عقب تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تسببت في غضب في الأوساط الشعبية الفنزويلية وزادت من حدة الخلافات السياسية بين البلدين التي تمتد إلى سنوات خلت.