نشرة جديدة لبعث موريتانيا .,

سبت, 2015-08-01 09:06

 

بيئة الظلم أصل لكل آفة..

 

وضعية الجحيم والعبثية ، غير المسبوقة، التي يعيشها المسلمون عامة والعرب بوجه أخص ، والتي تنطبق عليها كافة صفات الفتنة حيث يستحيل معها تمييز الحق من الباطل والظالم من المظلوم بسبب تشابك صورها وتداخل خنادقها والتباس أساليبها؛ هذه الوضعية ، بغض النظر عما يلعبه الأعداء التاريخيون في خلقها وتأجيجها، هي نتاج طبيعي لسيادة الظلم في مجتمعاتنا ، واعتماد سياسات القهر والتضييق والحرمان التي ترتكبها أكثر من جهة ذات صلة بالأنظمة الحاكمة. فعندما يحاسب الناس على أساس أفكارهم ومواقفهم السياسية ، التي يعبرون عنها بأساليب سلمية وديموقراطية، ويتعرضون برغم ذلك للحرمان والتمييز السلبي  ويخضعون للإقصاء والتهميش في أوطانهم؛ وعندما تعمل جهات الدولة العميقة على إحصاء الأنفس في الأشخاص المصرين على امتلاك كامل السيادة على مواقفهم بأقصى درجات  الحرص على سلامة الوطن وأمن مواطنيه ، وبأعلى درجات المسؤولية والسكينة العمومية، عندئذ نقول إن هذه الجهات وهذه الأساليب  هي بالضبط الأصل في كل آفة اجتماعية، وهي من تنثر الأسمدة لتهيئة البيئة شديدة السلبية ، ليس فحسب إزاء الأنظمة التي تمارس هذه الأساليب المنافية للإنسانية والوطنية والفكرة الوطنية الجامعة، وإنما حتى، بقوة النزوع إلى العنف التي تسكن كل بني آدم، إزاء الأوطان والمجتمعات. إن على الأنظمة ولواحقها الخفية أن تدرك أن مثل هذه أساليب باتت كارثية على الجميع ، وأنها هي الأصل في آفة الإرهاب المسلح الذي تعاني منه مجتمعاتنا ، الذي أصبح بيئة جاذبة لأبرز مواهب مواطنينا ، فيما يسمى بظاهرة "داعش" وقبلها "القاعدة" ، بفعل ما تمارسه الأنظمة من ظلم وفساد على أيدي أجهزتها المختلفة في السر والعلن، في مختلف مرافق الدولة ، وحتى داخل المؤسسات الاقتصادية والتجارية ، التي لها ارتباطات بتلك الأجهزة ، أو تتعرض لضغوطها المباشرة. فمثلا ، حين يحارب الأشخاص في قوتهم اليومي، ويتعرضون للحرمان من فرص العيش الكريم في أوطانهم، إلا بعدما يؤشر " المقيم السري" إيجابيا على ولائهم للنظام سياسيا أو بتخليهم عن أفكارهم ، حينها تكون هذه الأجهزة ، بأساليبها القذرة، هي المسؤولة عن تخليق البيئة المناسبة لكل الظواهر السلبية في المجتمع، وحينها ،فقط، لا تلوموا " داعش" بل لوموا أنفسكم في ما كسبت أيديكم.. 

لماذا البعث.؟ (7).. وما معنى النضال في صفوف البعث؟

 

النضال كلمة غنية بالمعاني ، وقد تبدو كلمة عادية بسيطة من كلمات اللغة التي نتداولها، شأنها في ذلك شأن أي كلمة أخرى ، ولكنها في الواقع كلمة عميقة مليئة بالمعاني العميقة والدلالات . فهي كلمة مشعة لها بهاء وجلال في عقول الذين يفهمون معانيها ودلالاتها ، ولها تأثير قوي وعميق في نفوسهم .ومهما كثر استعمال هذه الكلمة في الكتابات والأحاديث الفكرية والسياسية ، ومهما اختلفت غايات الذين يستخدمونها وتناقضت أهدافهم ، فإنها تبقى كلمة حية تدل على معانيها الشريفة التي لا ينجح الأدعياء والكذب في العبث بها وتزييفها . ولكلمة ( النضال) في القاموس البعثي الفكري والسياسي مثل هذا الغنى بالمعاني ، وهذا الشرف في الغايات وهذا الجلال الذي يهز الوجدان ويحرك الضمير وينشط العقل ويهذب النفوس وعاداتها وسلوكها. فالنضال هو الشعور بمعاناة الأمة العربية الناجمة عن الواقع الفاسد الذي تعيشه ؛ واقع التجزئة والاستغلال والتخلف والقمع والاضطهاد والهيمنة الاستعمارية على ثرواتها الغنية. فلا بد لكل عربي ، مهما كان ، ومهما كان عمره ووضعه الاجتماعي والثقافي من أن ينتبه إلى ما تعانيه الأمة نتيجة ما مر بها في تاريخها من غزوات الطامعين في ثرواتها وما نجم عن هذه الغزوات من دمار وتخلف وركون إلى الكسل والإهمال والركود والانسحاب من ميدان العمل الحضاري المبدع الخلاق ، الذي يجعل الأمم جديرة بالحياة ويمنحها دورا في تقرير مستقبل الانسان على الأرض وبناء حضارته على أسس العدل والمساواة والسيادة والاحترام المتبادل. ولا بد لكل عربي من أن ينتبه إلى ما تعانيه الأمة من التجزئة في أقطار عديدة تتسلط عليها أنظمة يرتبط كثير منها بالاستعمار ويخضع لهيمنته ونفوذه ويضع بين يديه ثروات الأمة أو يبددها على أهواء زعمائه وأعوانهم [ ...] ولا بد لكل عربي من أن ينتبه إلى ما تعانيه جماهير الأمة الواسعة من هيمنة الطبقات الطفيلية في المجتمع العربي وثرائها الفاحش اللامشروع ، وإنفاقها الأموال على الأهواء والملذات على حساب الأكثرية الساحقة من أبناء الأمة الفقراء والمعدمين الباحثين عن حقهم في حياة فيها العيش الكريم. ولا بد لكل عربي من أن ينتبه إلى ما تعانيه الأغلبية الساحقة من أبناء الأمة من قمع الأنظمة الفاسدة وتسلط فئات معزولة على مقدراتها ، وقيام هذه الفئات بتغييب إرادتها والتعامل معها تعامل الراعي مع قطيع أغنامه يهش عليها بعصاه ويسوقها حيث يريد... ( يتواصل).

 

الفوضى تنخر كل شيء عندنا..

الذين يرتادون هذه الأيام الإدارات العمومية في موريتانيا يلاحظون غيابا كليا للعمال فيها، ويصفونها بالمهجورة من الموظفين. ولا تخفي شخصيات كبيرة في نظام الحكم الحالي خشيتها من هذه الوضعية التي تبدو فيها الإدارات  العمومية أشبه بالموت السريري. فالمراجعون للمرافق الحكومية ، سواء كانت وزارات أو مؤسسات أو هيآت مشاريع، لا يلاقون فيها من يرد التحية في مكاتبها. وفي أحسن الأحوال ، لا يوجد فيها إلا   فردين أو ثلاثة نفر. ويتزامن هذا الفراغ الإداري مع خواء أوسع وأعمق في مستوى الاحساس بالمسؤولية لدى القائمين على تسيير شؤون الدولة . ولنأخذ، مثلا، ما جرى في مسابقة الباكلوريا هذه السنة، من كوارث ، ليس من زاوية تدني نسبة المتجاوزين في مختلف الشعب ( سبعة في المائة)، بل من جهة التلاعب بالنتائج الناتج، من جانب، عن تدني مستوى المصححين الذين، في معظمهم لم يعودوا مؤهلين لمهمة التصحيح، ومن جانب ثان عن تغيب المؤهلين الذين لم يعودوا في حاجة للتعويض المادي اليومي على التصحيح، ومن جانب ثالث، عن غياب الأخلاق و روح الوطنية والضمير في أذهان الذين تقدموا للتصحيح بدافع الحصول على ذلك التعويض المادي اليومي، فحسب. ومن الأمثلة على اضمحلال الدولة وضمور الأخلاق عند بعض المصححين  وجهل جزء أو إهمال بعضهم تكرر النتائج المتضاربة بصورة لا يقبلها منطق في مواد العلوم الدقيقة، مثل الرياضيات والفيزياء والعلوم ( فهل من المقبول أن يعطي مصحح في عمل في الرياضيات (درجة 19 )، ويعطي مصحح ثان (لذات العمل 9 درجات)، مثلا، وهل يمكن أن يحصل مثل هذا التضارب الصارخ في الفيزياء؟).

ومما يفاقم المأساة أن السلطات لا تجري تحقيقا أو تقييما للعملية التصحيحية، بعد ظهور النتائج، لكشف أوجه النقص أو الضعف أو الجهل أو التلاعب أو الإهمال، وإنما تمضي السنوات الدراسية على هذا النحو السرمدي العبثي، الأمر الذي يتسبب سنويا  في خسارة البلاد لعشرات التلاميذ المتميزين، بسبب الصدمات النفسية ( الجنون) أو بسبب الإحباط من جدوائية المتابعة في تعليم ،مبدؤه الظلم، ونهايته " الكوس والبطالة".. فتصوروا، كم يتسبب فيه هؤلاء المجرمون الفاسدون للوطن من خسارة لخيرة مواهبنا الوطنية، الذين يجدون أنفسهم، بغير وجه حق، في  قائمة الراسبين ، أو قائمة الدورة التكميلية، أو محرومين من تصدر لائحة الممنوحين لإكمال دراساتهم العليا، بعدما يتصدرها من هم أقل منهم ذكاء وكفاءة علمية،     بسبب فساد أو إهمال أو جهل القائمين على تصحيح مسابقة الباكلوريا..

إن هذا هو واقع الحال في كل مرفق وعلى كل صعيد، وهذه هي الفوضى التي تحاصرنا من كل جهة..

 

انتبه ... إنه إنسان المستقبل

 

مازالت الأسرة الموريتانية  لا تعي أهمية وخصوصية مرحلة الطفولة ولا تتعامل مع الطفل بأبسط القواعد التربوية التي تحترم خصوصيته النفسية والذهنية والحركية ،  ولا تحيطه بالقدر الكافي من العناية  في مأكله وملبسه وراحته ولعبه , ففي خضم الحياة اليومية ومشاغل الكبار في تدبير أمور المعيشة يلتهم الإهمال براءة الطفولة  في أطفالنا  , فلا يجدون نصيبهم من اللعب الذي هو محور حياتهم ،  ولا تتقدم مواهبهم الكامنة ، ولا تتوقد أذهانهم نظرا لغياب البيئة الحاضنة , وأكثر من ذلك  يثقل الوالدين كواهل أبنائهم الضعيفة بمشاكلهم الكبيرة  فيناقشون همومهم ،  ويسيؤون إلى بعضهم  أمام الأطفال ، وينقلون إليهم بشكل مباشر أعباء الحياة التي لا قبل لهم بحملها , ويجرحونهم  ثم بعد ذلك ينصرفون ويختفون  مخلفين فراغا  روحيا ونفسيا كبيرا بسبب الطلاق ،  الذي أصبح من أبرز خصوصيات المجتمع الموريتاني والأطفال هم أكبر الدافعين لفاتورته .

إننا أمام شخصية في طور التشكل وأي اهتزاز يهدد مستقبل هذه الشخصية الأمانة  , نحن أمام ميولات تتبلور و أي اهتزاز يرجح فرضية الميولات السلبية  ,  نحن باختصار أمام صناعة إنسان ...!  بأيدينا وسلوكنا نعجن الخلطة  فلا نبخل على اكبادنا التي تمشي على الأرض بخلطة متوازنة تصنع على أعيننا في جو من الاستقرار الأسري ، والاهتمام التربوي ، والاحتضان العاطفي ،  فانتبهوا... إنكم تصنعون إنسان المستقبل فأحسنوا الصنعة ..

 

قومية السوننكي..في موريتانيا

 

كان المستعمر الفرنسي، عندما غزا الإقليم الموريتاني، يسعى في بداية أمره إلى احتلال البلاد "سلميا" عبر إظهار النعومة والتودد لمجمل السكان من عرب وزنوج ؛ وكان يتظاهر باحترام الاسلام بوصفه الدين الجامع لهؤلاء السكان . إلا أنه بقدر ما كان  السكان العرب ينظرون بعين الريبة والتوجس من الفرنسيين ، كان ، أيضا، الزنوج مثلهم لا يطمئنون إلى تلك المظاهر الناعمة، ويتوجسون خيفة مما يخفيه هؤلاء الغرباء من نية. وفي هذا الإطار ، عمل السوننكيون على رفض المناصب التي يقترحها  الفرنسيون على علمائهم، وبخاصة المناصب ذات الطابع القضائي. وعندما نقل المستعمر المركز الإداري الذي كان أسسه على الضفة اليسرى من نهر السينغال ( الجانب السينغالي) إلى الجانب الأيمن من النهر ( الجانب الموريتاني)  أفتى علماء السوننكى بوجوب النزوح من مرابعهم في مدينة سيلبابي وضواحيها التي كانت تحتضن أكبر تجمعاتهم . وكان الشيخ عبد الله محمد سوخنا ، في ما يرويه علي بكر سيسي، أبرز من حمل لواء هذه الفتيا الدينية الخالصة ، نزولا عند قول الله تعالى" ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها" . فالهجرة عن الوطن وما يترتب عليها من أحزان وجدانية ومشاكل اقتصادية  كانت أحب إلى هؤلاء الزنوج الوطنيين المسلمين من مساكنة ومجاورة الكفار الغازين الاستعماريين. ويذكر علي بكر سيسي أن المؤرخين أكدوا أنه ، في مطلع القرن العشرين،   كانت قرى السوننكى تعج  بالمحاظر القرآنية ، وكانت لغة الكتابة السائدة هي اللغة العربية ، دون سواها. الأمر الذي أثار حفيظة المستعمر الفرنسي ضد الزنوج ، حيث ترجم هذا الغضب، طبقا لما أورده سيسى،  في حملة عنيفة على "اللغة العربية والحرف القرآني بهدف التمكين للغته وخلق هوة ثقافية بين الأجيال المعاصرة وبين تراثها المكتوب بهذه اللغة". ويذكر علي بكر سيسى أن المستعمر الفرنسي " خاض من أجل ذلك حملات تعسفية ضد المحاظر القرآنية وشيوخها ، ولم تكن المحاظر السوننكية بمنأى عن هذا الهجوم، حيث تحدثت الروايات عن   إحراق ما لا يقل عن أربعين محظرة كلها في جنوب موريتانيا بما فيها من مكتبات علمية واقتياد شيوخها إلى السجون، بل تصفية غالبيهم جسديا. ويذكر المهتمون بالتاريخ أن الشيخ بكر سولي سيسى قد قضى نحبه في السجن بمدينة ( اندر) في السينغال أثناء هذه الحملة، 1903.

 ( يتواصل).

 

مرة أخرى.. المقاومة في العراق هي الخلاص..

 

الإعلان الصاخب ، تحت الأضواء الكاشفة، عن الاتفاق النووي بين الخمس الكبار وإيران، ما هو إلا احتفاء علني بالنجاح الذي أحرزته هذه القوى ، خلف الأبواب المؤصدة ضد العرب، في أكبر عملية خداع جماعي دام حبك فصولها لأكثر من ثلاثة عقود . والنجاح الأعظم في هذا الموضوع يبقى، بكل امتياز، في تمكن  نظام ولاية الفقيه من رفع شعار الدين ، طيلة هذه الفترة، لاستغفال الملايين من المسلمين السذج ، من جهة، ورفعه لشعار " مقاومة "الشيطان الأكبر" و"دعم المقاومة الفلسطينية" للتعمية على جزء هام من أدعياء "العروبة" ممن أصيبوا ، في بداية  وعيهم القومي، بفيروس هجين بين تدني الوعي القومي وقابلية الارتزاق والتطفل على موائد المتلاعبين ، من جهة ثانية، جريا على مبدأ " قل لي ولو كذبا..."  . أليس من المحزن أن جزءا من أدعياء "العروبة" قد احتفل بالأمس، في موريتانيا، بذكرى ثورة الثالث والعشرين من تموز المجيدة، تاريخ تولي الزعيم البطل جمال عبد الناصر للحكم في مصر الكنانة، فيما هؤلاء المحتفلون بالذكرى يوالون ويوادون نظاما ملاليا ، قوميا شوفينيا، ومتعفنا، لم يأل جهدا في تمزيق الأمة العربية والتوسع في أراضيها والتآمر عليها والمشاركة الفعالة مع أعدائها في إطاحة النظام الوطني القومي التقدمي لحزب البعث في العراق ، مع التباهي المتغطرس بذلك؟ .. اليس من  المهين لمن " يدعي القومية والانسانية"  أن تجري " فعالية" التخليد في مناسبة "قومية" دون إشارة لدعم المقاومة الوطنية في العراق، ودون إدانة لجرائم إيران في العراق؟ . ولعل مما يبكي ويضحك ، في آن، أن هؤلاء " القوميين العرب" ،العابدين لسوأة إيران، يبررون فعلهم المنكر ، في دفاعهم عن إيران، بدعوى النكاية من الأنظمة الخليجية وما قامت به ضد الأمة . .أما المبرر الأوهن الثاني ففي ما يصطنعونه من أدوار وهمية لإيران في الممانعة ودعم المقاومة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، فيما التاريخ يوثق أن نظام الملالي الإيرانية لم يتخلف يوما عن أي منكر أو جريمة يقوم بها" الشيطان الأكبر" ضد أي شعب مسلم ، وبخاصة العرب. وأيا يصل مدى غباء هؤلاء أو تغابيهم الماحق في دعم إيران في تدميرها للعراق وشعبه على يد مليشياتها الصفوية وفي تفجيرها للمكونات المذهبية في بقية الأقطار العربية ،نكاية بحكام الخليج فيما يزعمون، سيدركون أنهم ارتكبوا إثما عظيما، وأنه كان من الأنفع مساعدة  المخطئين في تصحيح الأخطاء والتكفير عن الخطيئات بجمع الشمل القومي وتدارك الأمر على كلمة سواء،  تبقى هي دعم المقاومة في العراق ، التي هي الخلاص..  

 

ضيف العدد

 

  الدرب العربي تستضيف في هذا العدد المتحدث باسم مجموعات السراق والسطو المسلح في موريتانيا(م.م.س.س.م.م) ..

- الدرب العربي :كيف تجرأت على الحديث العلني ، وأنت تتحدث باسم مجموعات تعمل خارج القانون وتروع الآمنين؟

- (م.م.س.س.م.م) : وما الذي يجعلني أخشى الحديث العلني ، والحال أن ما تطلق عليه اسم القانون هو في بلادنا مجرد حبر على ورق ،ولا يكترث به إلا من يجهل واقع البلاد.

- الدرب العربي :أليس في بلادنا ما تخشاه؟

- (م.م.س.س.م.م) : يا(حبيبي) القانون الحقيقي في بلادك هو قانون القوة؛ وهذا ما نطبقه نحن ، وإن كنا تأخرنا في إدراك الواقع بعض الوقت.

- الدرب العربي : يلاحظ منذ سنوات انتشارا متزايدا لمجموعات السراق والسطو المسلح في العاصمة انواكشوط، حتى إن أنشطتها الإجرامية أصبحت تجري بوتيرة متسارعة والأخطر من ذلك تجري في وضح النهار.. ما السبب في ذلك؟

- (م.م.س.س.م.م) :ذلك راجع إلى تمكن هذه المجموعات من تنظيم وتنسيق أنشطتها ضمن برنامج عمل طموح لنشر الفوضى والاستفادة من ترهل السلطة لاستباحة ما يمكن استباحته من ممتلكات المواطنين ، والأهم من ذلك نشر روح الرعب من مجموعاتنا ، حتى يصبح كل مواطن يخشى تقديم مساعدة لآخر أو يجرؤ على تنبيهه علينا، على أن يتوج هذا البرنامج بنشر عناصرنا ، جهارا نهارا، في الشوارع العامة والأسواق وتوقيف المارة والسيارات وانتزاع ونهب الجميع ، دون خشية.. وهذا ما نتقدم فيه بخطى كبيرة.

- الدرب العربي :كيف لكم النجاح في هذا البرنامج الإجرامي، والبلاد تعج بمفوضيات الشرطة ورجال المهمات الخاصة؟.

- (م.م.س.س.م.م) :( نصف ابتسامة للسخرية) كثير من أفراد الشرطة والأمن العمومي

( ي...) (يكف المجرم عن إكمال ما كان يريد قوله، ثم يتابع) وأما المخبر السري فتركيزه على متابعة السياسيين (الموالين والمعارضين على حد سواء) بالإضافة إلى داعش وبوكو حرام، فضلا عن تسوية الحسابات الشخصية..

- الدرب العربي : الآن، لم يعد فيه أمل ، إلا تدابير المجتمع لحماية نفسه؟..      

 

المعلم.. ذلك الجندي المجهول..

 

 

من أهم الشخصيات التي تترك بصماتها في حياة الانسان وتظل ذكراها خالدة عبر الزمن.

المعلم، إذن، تلك الشمعة التي تحترق لتضيء  لنا مسيرة حياتنا وتنير دروبنا بنور العلم .إنها شخصية كبيرة في كل معانيها، تستحق التقدير والاحترام مدى الدهر، ولا يمكن بناء تعليم ، وبالتالي بناء انسان، دون وضع المعلم في ظروف معنوية ومادية تجعله قادرا على تحمل الأمانة والنهوض بالأمة. وكثيرا ما تركز الإصلاحات على المناهج والوسائل المادية كآليات كفيلة بتحسين واقع التعليم ، متجاهلة في ذات الوقت دور المعلم الريادي وعطاءه الجزيل في ظروف مناخية وحياتية في غاية الصعوبة، وتحمله المشاق في بناء الانسان، الذي سكون له كبير الأثر على التنمية وتطوير المواطن.  إنه يستحق ، وفاء لها ولمجهوداتها، أن تكرم سنويا في المناسبات الوطنية، كعيد الاستقلال ، مثلا. إنه، في هذا المضمار، وضع تخليد سنوي باسم " اليوم الوطني للمعلم"، تثمينا لدوره وإبرازا لقيمته الاجتماعية. ولكن ، يبقى أن يحرص المعلم على أن يكون أحسن مثال وأطيب قدوة في الوطنية والتضحية، حتى يكون جديرا بلقب "الجندي المجهول" الذي يخدم وطنه وشعبه، والناس عن كثير من عطائه غافلون.