موريتانيا وغزة: مسيرة بعنوان «غزة نصف عام من الصمود»… وتبرع بأرض غالية للغزيين وحماس ترد على عزاء الفرق البرلمانية

سبت, 2024-04-20 11:26

يستمر التفاعل الشعبي الموريتاني مع مجريات الأوضاع في غزة، لشهره السادس وهو يزداد توسعاً وقوة جامعاً بين التعبئة السياسية لصالح القضية، بالتناغم مع حراك وجهاد المقاومة، وبواسطة وقفات الاحتجاج والضغط أمام السفارات الغربية، ومن خلال مسيرات الجمعة المنظمة كل أسبوع بشعارات وعناوين مختلفة حسب الظرفية، إلى جانب حملات التبرع بالأموال والعروض.
وهكذا قام الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني بتأطير مسيرة الجمعة الأسبوعية، المؤازِرة لصمود الشعب الفلسطيني في وجه آلة الحرب الصهيونية تحت عنوان “غــزة نصف عام من الصمود”.
وانطلقت المسيرة بشعارات ملأ ترديدها الأفق، وتوقف المشاركون فيها وهم من جميع الأطياف ومن شتى الأعمار، أمام مقر ممثلية الأمم المتحدة في موريتانيا، رافعين لافتات التنديد بالحرب، وبتواطؤ الغرب وبتمالؤ المطبعين.
وحيا خطباء المسيرة “صمود المقاومة الفلسطينية على مدى نصف عام وهي تواجه الجيش الصهيوني مؤيداً بالدعم العسكري الأمريكي والغربي، وبتواطؤ دول وحكومات التطبيع التي خذلت القضية، وخانت الأقصى”.
ودعا الخطباء في مداخلاتهم “لمواصلة الوقوف الحازم إلى جانب القضية الفلسطينية حتى يتحقق النصر، وإلى الاستمرار في ربط أحزمة المناصرة، وإلى متابعة مجهودات التبرع، وإلى مواصلة التدوين لصالح القضية على صفحات التواصل الاجتماعي”.
وضمن مجهودات التبرع للأهالي في غزة، تبرعت جمعية “التوفيق للمرحمة” غير الحكومية للأهالي في غزة، بقطعة أرض غالية الثمن تبلغ مساحتها 34 ألف متر مربع.
وقام رئيس الجمعية، أحمد ولد باب أحمد، بتقديم وثائق الأرض لممثل حركة المقاومة الإسلامية في نواكشوط الدكتور محمد صبحي أبو صقر في لقاء رتبه المنتدى الإسلامي الموريتاني بمقره بنواكشوط، وحضره رئيس المنتدى الشيخ محفوظ بن الوالد.
وقام ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في نواكشوط بتسليم أوراق الأرض لرئيس المنتدى الإسلامي الموريتاني، مع توكيل له على بيعها وتدبيرها لصالح الأهل في غزة.
وفي إطار هذا التفاعل الحي، عبرت حـركـة الـمـقاومــة الإسـلامـيـة “حـمــاس” عن شكرها للفرق البرلمانية الموريتانية عقب التـعـزية التي بعثت بها هذه الفرق، لـرئـيـس الحـركة إسـمـاعـيل هــنـيـة إثر استشهاد ثلاثة من أبـنائه وعدد من أحفاده في غارة صهيونية غادرة.
وأوضحت الحــركة “أن دمـاء أبـناء هـنـيـة هي جزء من تضـحـيـات أبناء شعبـنا الممتدة لأزيد من سبعة عقود وما زالت متواصلة بمزيد من التضـحـيات”.
وكانت فرق البرلمان الموريتاني كلها موالاة ومعارضة قد تقدمت، في بيان مشترك، بالتـعـزية لرئـيس المـكتب السـيـاسي لـحـركـة المـقـاومـة الإسـلامـية “حماس” إسـمـاعيل هـنـيـة، دعت فيه “الدول الإسلامية والعربية إلى تدارك شيء من كرامتها وسمعتها، باتخاذ مواقف قوية وعلى مستوى التحدي للوقوف الفوري في وجه جرائم الإبادة الجماعية المتكررة في حق الشعب الفلسطيني، وإطلاق جسور إغاثة جوية وبحرية وبرية لصالح الشعب الفلسطيني”.
وطالب البيان “الدول والقوى الحريصة على السلم والاستقرار العالميين إلى ضرورة التحرك لتدارك منظومة القيم العالمية التي تآكلت مصداقيتها، وفقدت دورها في ظل عجزها عن وقف الصلف الصهيوني الذي يرمي كل قرارتها في سلة المهملات”.
وجددت الفرق البرلمانية “دعمها ووقوفها غير المشروط خلف المقاومة الفلسطينية، وحقها الطبيعي في استعادة أرضها المنهوبة، وكرامتها المهدورة، وفي إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس الشريف”.
وفي سياق ذي صلة، تم خلال لقاء بين الأمين العام لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة الدكتور عبد الرزاق مقري الذي يزور موريتانيا حالياً، وقيادة الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني، التأكيد على أن “معركة طوفان الأقصى هي البداية الفعلية لمسار تحرر الأمة ونهاية الاحتلال الصهيوني الغاصب ورحيله عن أرض فلسطين الطاهرة”.
وأوصى المتدخلون خلال اللقاء بالبحث عن أنجع السبل لدعم صمود الشعب الفلسطيني.
وأشاد الدكتور مقري خلال اللقاء “بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها موريتانيا خدمة للقضية الفلسطينية وللمقاومة، وبمواكبة الشعب الموريتاني منذ اليوم الأول وإلى اليوم، لمعركة طوفان الأقصى”.

عبد الله مولود

نواكشوط – «القدس العربي»