تحذير: الأمراض المعدية عائدة!

أحد, 2014-11-09 20:59

في العام 542، قتل الطاعون نحو نصف سكان أوروبا، ثم عاد بين العامي 1346 و1350 ليقتل نحو 70% منهم. ثم باغتت الكوليرا سكان روسيا في خمسينات القرن الثامن عشر وقتلت مليون ضحية. وبقيت الأمراض عامل تعرية إنساني إلى أن تم اختراع البنسلين أو المضادات الحيوية في العام 1929.

وتحذر منظمة الصحة العالمية اليوم من أن كوارث الموت بالأمراض المعدية قد تعود خلال هذا القرن لتفتك بالبشر من جديد.

فيروسية غير بكتيرية

سرعة تطور البكتيريا التي تتسبب بالأمراض المعدية أعلى من سرعة تطور المضادات الحيوية، خصوصًا أنها تكتسب المناعة وتقاوم البنسلين، ما يعني أن الأمراض المعدية التي قد يبدو كأن البشرية انتهت منها، واكتشفت علاجاً سهلاً لها بالمضادات الحيوية، قد تعود يومًا خلال هذا القرن لتقتل البشر من دون وجود علاجٍ فعلي لها.

أسمت منظمة الصحة هذا العصر، في تقريرٍ صدر في بدايات العام 2014، بـ"عصر ما بعد المضادات الحيوية"، وحذرت من كونه حقيقة محتملة وقريبة ويجب الحذر منها مهما بدت الفكرة "فنتازيّة".

والكلام هذا ليس محصورًا بإيبولا، التي قتلت 10 آلاف ضحية خلال الشهور الماضية، ولا بالأنفلونزا التي قتلت 75 مليون شخص حول العالم في العام 1918، أكثر مما قتلت الحرب العالمية الأولى، ولا بالإيدز الذي قتل أكثر من 30 مليون شخص منذ عام 1960، فجميع تلك الأمراض فيروسية غير بكتيرية، لا يمكن علاجها بالمضادات الحيوية، وإنما نتحدث عن أمراض تظن البشرية أنها لم تعد قاتلة، كالإسهال والالتهابات البولية والتنفسية والتهاب السحايا وغيرها.

العقار المخلص

تقول تقديرات منظمة الصحة العالمية إن عدم اتخاذ خطوات جدية تجاه هذا الأمر سيعني أننا بعد عشرين عامًا من اليوم قد نعود للعصور الغابرة، حين كان الإنسان يموت بالتهاب في جرح سببته له عملية جراحية بسيطة.

فبكتيرياMRSA تقتل ذهاء 50 ألف شخص في أوروبا وأميركا سنويًا، بسبب التهابات في الجلد والدم والرئة، بعد أن أنشأت مقاومة تمكنها من الصمود في وجه المضادات الحيوية.

الجديد هو قيام باحثين خلال الأسبوع الماضي، ولأول مرة بالتاريخ، بتطوير دواء لا ينتمي لسلالة المضادات الحيوية، فاعل في القضاء على بكتيريا MRSA التي يرمز الحرفان الأولان من اسمها MR إلى Methicillin resistance، أي البكتيريا التي طورت القدرة على الصمود أمام المضادات الحيوية، وهو ما اعتبر أول دواء بديل للمضادات الحيوية بالتاريخ.

يهاجم الضارة

العقار الجديد بشكله المرهمي يوقف الالتهابات الجلدية التي تسببها البكتيريا، إلا أن الباحثين يعتقدون أنه بالإمكان تطوير الدواء على شكل حبوب وحقن خلال السنوات الخمس القادمة، مستخدمين نوعًا من الأنزيمات التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي، ويمتلك القدرة على التمييز بين البكتيريا الضارة والنافعة، فيهاجم الضارة فقط.

وتحاول العديد من الأبحاث إنتاج عقارات مشابهة، بحيث تواجه رعب "عصر ما بعد المضادات الحيوية"، ويبدو أن العقار الجديد يمثل خطوة أولى ستتبعها خطوات قادمة ومركزة خلال الأعوام القادمة.

 

إيلاف