بعد الكاميرون والكوت ديفوار هذه أشهر حالات التلاعب بالمباريات

جمعة, 2014-11-21 00:37

مازال كأس أمم إفريقيا 2015 يحصد المزيد من "العار"، فبعد أزمة البلد المنظم وفيروس "إيبولا" الذي يهدد المنافسة، طفت بالأمس فضيحة من العيار الثقيل، حين تبادل لاعبو منتخب الكاميرون وساحل العاج كرات بينية فيما بينهم، كأنهم في تمارين إحماء من أجل حسم نتيجة المباراة بشكل يمكن المنتخبين من التأهل معا إلى "كان" غينيا الاستوائية.

هذا النوع من التلاعب المتعمد في نتائج المباريات، يكون غالبا مخطط له بشكل جيد كي لا تظهر علاماته للجماهير، لكنها في بعض الأحياء تطفو بشكل عفوي أو متعمد، لتنقل كرة القدم من لعبة الندية والتنافس، إلى مسرحية تكتب نهايتها في كواليس الملاعب أو بمكاتب رؤساء الأندية والاتحادات الرياضية.

بعد مهزلة الأمس "هسبريس الرياضية" ترصد مجموعة من الحالات المماثلة والتي كانت فيها نتائج المباريات مخطط لها بدوافع مادية أو سياسية في بعض الأحيان.

المؤامرة النمساوية الألمانية تخرج الجزائر من المونديال

وفي حدث مشابه نوعا ما لما وقع بالأمس، حيث لم يكن أمام المنتخب الجزائري عام 1982، سوى خطوة واحدة للصعود إلى الدور الثاني من مونديال إسبانيا، حيث احتاج "المحاربون" تفوق النمسا على ألمانيا الغربية، ليحسم بذلك المنتخب العربي تأهله إلى الدور الموالي.

لكن الاتفاق الأوربي جعل ألمانيا الغربية تتفوق في مباراتها النهائية، في وقت كانت الخسارة ستمنح النمسا التأهل إثر فوزها في كل المباريات السابقة.

هذه الخطة التي تسببت في إقصاء الجزائر، كان لها وقع كبير على مجرى قوانين كرة القدم، بعدما فرض التحاد الدولي للكرة قيام المباريات النهائية والتي تعتمد على حساب الفارق في ذات التوقيت.

الجمعة العظيمة بـ "أولد ترافورد"

التلاعب بنتائج المباريات قد يعتبره البعض حديث الظهور، أو حيلة جديدة بدأ يعتمدها القائمون على كرة القدم من أجل تحقيق غاياتهم من هذه اللعبة، لكنه في الأصل ارتبط بالساحرة المستديرة منذ سنواتها الأولى، وبالبلاد الذي نشأت فيه، حيث شكل اللقاء بين مانشستر يونايتد وليفربول في المباراة الختامية من الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1915، إحدى أشهر حالات التلاعب بنتائج المباريات، بعدما قرر الفريقان إنهاء المباراة بهدفين نظيفين للضيوف على ملعب "أولدترافورد".

هذا التساهل من طرف مانشستر الذي كان يحتل مركزا متقدما في الدوري الممتاز حينها، جاء من أجل إنقاذ ليفربول من السقوط رفقة توتنهام إلى الدرجة الثانية لكن الخطة بين "الشياطين الحمر" و "الريدز" سقط ضحيتها تشلسي، لتفسر هذه الواقعة العداء الدائم بين "البلوز" وباقي الأندية في إنجلترا.

ليلة المباراة المذكورة أطلق عليها اسم "الجمعة العظيمة" لأنها قلبت توازن الكرة بإنجلترا، وتسببت في فضيحة هي الكبرى من نوعها، بعد أن كشف التلاعب الذي أدى بتجميد نشاطات كل من مانشستر يونايتد وليفربول، وتوقيف 7 لاعبين من "الشياطين الحمر" مدى الحياة قبل أن تصحح الحرب العالمية الانحراف الكروي بإعادة دمج اللاعبين المعاقبين والأندية الموقوفة امتنانا لجهودهم كجنود خلال الحرب.

الريال يكتسح برشلونة بأوامر فرانكو

إذا كان ريال مدريد فريق ملكي، فهذه ليست فقط تسمية عابرة، بل استمر هذا النادي لسنوات طويلة كنوع من الطرق التي يفض من خلالها الديكتاتور فرانكو سيطرته على إسبانيا، ففي عام 1943 ضمن مواجهة نارية بين ريال مدريد وبرشلونة برسم منافسات كأس إسبانيا، اقتحم عمدة مدريد بأمر من فرانكو مستودع ملابس النادي الكتلوني، وطالبهم بالهزيمة بأمر من الجنرال، ما جعل المباراة تنتهي بفوز الملكي ب 11 هدف مقابل هدف واحد، لتكون أكبر هزيمة للمريدين على غريمهم التقليدي ليست سوى وسيلة قمعية بسط من خلالها حاكم البلاد قدرته على اتعاس البعض، وإسعاد نفسه من خلال منح فريقه المفضل تفوقا غير مستحق.

2006 عام سقوط الأقنعة بألمانيا وإيطاليا

وإذا كانت باقي الفضائح في العالم نتجت عن مباراة واحدة تم فيها التلاعب بالنتائج، فكل من ألماني وإيطاليا عاشتا عام 2006 على وقع التدخل في جل مباريات الموسم.

فببلاد "الاتزوري" استفاق "الكالتشيو" على صدمة أكبر خدعة كروية كانت الأندية الكبرى طرفا فيها، بعد مشاركة حكام ولاعبين وشخصيات إدارية في هذا التزوير الذي نتج عنه العصف بيوفنتوس إلى " السيري ب " وخصم 15 نقطة لميلان.

وقبل هذه الفضيحة التي تزامنت مع كأس العالم بألماني، كانت بلاد "المانشافت" قد انتهت من دفن أكبر فضيحة فساد كروي، حيث كشف أن بعض اللاعبين تورطوا في تزوير نتائج5 مباريات مقابل مبالغ مالية ضخمة.

ويعد الرابط الوحيد بين كل هذه الحالات التي مرت على تاريخ كرة القدم رغم التباعد الزمني والمكاني، هو قدرة الجمهور على كشف الخلل من خلال غياب التشويق وروح المنافسة داخل المستطيل الأخضر.

 

"هسبريس"