إشادة بمسار حافل لضابط استثنائي/ بقلم إيمان باباه

جمعة, 2015-07-31 12:42

28يولبو 2015يعد هذا اليوم العظيم إنه عيد ميلادكم و انتهاء مساركم المهني، إنه يوم تخليد حياة مليئة بالمحبة و الإنسانية والسخاء و السمو و العظمة ولكن بالدرجة الأولى الصدق و الاستقامة.

لقد فقد الحرس الوطني إحدى ركائزه مجسدة بالقيم الفضيلة و الكبيرة و النادرة في أيامنا هذه.

وللأسف فإنه لم يتم التخليد بقدر ما تستحقونه و إن لم يكن  الأمر يتعلق إلا بى  وبالذين  يقدرون عاليا الرجال أصحاب القيم  مثلكم ، فإنه سيتم تدريس سيرتكم الذاتية في الكتب المدرسية .

بالنسبة لي فإن اسمكم مرادف للوطنية و الشجاعة، الجرأة في التعبير عن الأفكار و الشجاعة في انتقاد الظلم وقول الحق مهما كانت التأثيرات سلبية على مصالحكم الشخصية و المهنية.

وإلى أمي التي بكت هذا اليوم و التي قالت إنكم لم تحصلوا على رتبة جنرال و للوظائف التي تستحقونها ، أقول لها نشفى عنك الدمع امسحيه، فالرتب و الوظائف كثيرة ولكن قليلون هم الأشخاص الذين لديهم الصفات التي بحوزة أخيك .

إننا نعيش في عالم مادي و في بعض الأحيان ننسى الأشياء الأساسية في الحياة و تعد أولوية بالنسبة لنا كمسلمين.

إننا نفضل الفيلات الفاخرة و الرواتب العالية و السيارات الجميلة على حساب الاستقامة و الصدق و الدفاع عن حقوق مواطنينا.

والدتي نشفى دموعك و خلدي ميلاد أخيك و خلدي مساره المهني و كوني مسرورة.

أطلب من الذين لا يعرفونك قراءة كتاب ( كنت في ولاتة ) والذي تم إهداء أحد فصوله لك، من أجل معرفة كيف شجبتم  و بكل احترام و إنصاف ما يتلقاه مواطنونا المعتقلون في تلك الحقبة من ظلم وجور.

أتذكر أيضا هذا الموطن  المسمى لامين كان الذي بدلا من أن يناديني باسمي يقول لي ( ابنة أخت العقيد عمر ولد ابيبكر).

لن أنسى ذلك المقال الذي كتبتموه  ونشرتموه على الانترنت والذي تحدثتم فيه عن والدكم المرحوم الشيخ ولد ابيبكر الذي لم يترك بعد وفاته سوى ميراث يتكون من 7000 أوقية في جيبه و الباقية من راتبه الأخير و مذياع وساعة و كتب و رأس مال هائل من الشرف و حب  العدل .

ما أجمل هذه  الإشادة   التي قدمتموها عن والدكم  المرحوم و جدي الذي  لم أعرفه و لكنني سمعت الكثير من الشهادات النيرة و البالغة  عنه والذي أعجبني من خلالها  ، لقد كرمتم و احترمتم و واصلتم  جميع القيم النبيلة  التي علمك إياها .

و لن أنسى والدتكم التي كان بفضل الله أنى تعرفت عليها و التي ما زلت  أبكى وفاتها يميها بنت طلحة و التي تصفونها في مقالكم بأنها امرأة سخية و مثقفة و أضيف لها هذه الصفات: ( امرأة ورعة ،  تقية ممتلئة بالمحبة و الإنسانية).

و في وجهة نظري إنه لديكم أيضا جميع الصفات المتوفرة في والدتكم الفريدة و الاستثنائية.

أفكر هذا المساء في السيدتين يميها والدتكم رحمها الله و يميها ابنتكم الصغيرة و التي تحبونها كثيرا وهى هذا اليوم مسرورة و فرحة بمساركم  المهني المجيد  وأعرف أن لها مستقبلا مشرقا  و ليس لدى شك أنكم سترسخون فيها  جميع قيمكم وصفاتكم .

فيما يخص الحرس الوطني أذكرهم بالمقولة الرائعة لجورج بومبيدوه إبان موت شارل دكول ( أن فرنسا أرملة)  . اليوم وقد ذهبت للتقاعد فإن الحرس الوطني أصبح أرملا.

فلنخلد جميعا مساركم المهني، إننا فرحين:  أسرتكم، أقاربكم و جميع من ساعده الحظ في التعرف عليكم  ، الكل مسرور و معجب بكم .

و أنا متأكدة أن أعدائكم و الذين كانوا غير عادلين اتجاهكم معجبين بكم خفية لأنكم قمتم بالكثير الذي لم يتمكن الآخرون من فعله ، لقد كنتم هكذا طيلة مساركم المهني و لم تتركوا نقودا و لا أشياء مادية تغريكم .

 ذكرى سارة و أطلب من الله العلى القدير أن يمدكم بطول العمر، خالي العزيز.

 

إيمان باباه