حرقة المعدة من الحالات الشائعة التي يعاني منها كثير من الناس بين حين وآخر، وغالبًا ما تكون نتيجة طبيعية لعملية الهضم، لكنها في بعض الأحيان قد تكون علامة تحذيرية لمشاكل صحية أكثر خطورة. فما هي حرقة المعدة بالضبط؟ وما الأعراض التي تستدعي الانتباه والبحث عن علاج؟

ما هي حرقة المعدة؟

حرقة المعدة هي شعور بالألم أو الاحتراق في منطقة الصدر خلف عظمة القص، وتحدث نتيجة ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء. يوضح الدكتور ماثيو لونغ، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ليستر بالمملكة المتحدة، أن حرقة المعدة أو ما يعرف بالارتجاع تعطي إحساسًا حارقًا أو ألمًا قد يمتد أحيانًا إلى الحلق. عادة ما تظهر الأعراض بعد تناول الطعام أو عند الاستلقاء، بسبب تهيج بطانة المريء بحمض المعدة. وقد ترافقها أعراض إضافية مثل طعم مر في الفم، بحة في الصوت، أو سعال مزمن.

 

ad

أسباب حرقة المعدة

تتعدد العوامل التي قد تسبب أو تزيد من حدة حرقة المعدة، ومنها:

تناول بعض الأطعمة والمشروبات مثل القهوة، الطماطم، الشوكولاتة، الأطعمة الدهنية أو الحارة.

ad

زيادة الوزن.

التدخين.

الحمل.

التوتر والقلق.

ارتفاع بعض الهرمونات مثل البروجسترون والإستروجين.

بعض الأدوية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (كالإيبوبروفين).

فتق الحجاب الحاجز، حيث يتحرك جزء من المعدة إلى الصدر.

قرحة المعدة.

الإصابة بعدوى بكتيرية في المعدة.

ويضيف الدكتور لونغ أن السبب الأكثر شيوعًا هو ارتخاء العضلة العاصرة المريئية السفلية، التي تمنع عادة ارتجاع الحمض إلى المريء.

كيف تعالج حرقة المعدة الخفيفة؟

غالبًا ما يمكن التحكم في حرقة المعدة العرضية من خلال تغييرات بسيطة في نمط الحياة، مثل:

تناول وجبات أصغر.

تجنب الأكل قبل النوم مباشرة.

تقليل الأطعمة الحارة والدهنية.

فقدان الوزن إذا كان هناك زيادة.

كما تساعد الأدوية المتاحة دون وصفة طبية مثل مضادات الحموضة أو مثبطات مضخة البروتون (مثل أوميبرازول) في تخفيف الأعراض. وإذا استمرت المشكلة، يُنصح بمراجعة الطبيب.

هل حرقة المعدة تشبه نوبة القلب؟

يشير الدكتور لونغ إلى أن أعراض حرقة المعدة ونوبة القلب قد تتداخل، فكلاهما يسبب ألمًا أو ضغطًا في الصدر. لكن ألم القلب عادة ما يكون أشد وقد ينتشر إلى الذراعين أو الفك، ويزداد سوءًا مع المجهود البدني. في حالة الشك أو وجود عوامل خطر لأمراض القلب، يجب التعامل مع الألم كحالة طارئة وطلب المساعدة الطبية فورًا.

متى تكون حرقة المعدة علامة على مشكلة أكثر خطورة؟

إذا استمرت حرقة المعدة لمدة 3 أسابيع أو أكثر، قد تكون علامة على حالة أكثر خطورة مثل مريء باريت، وهي حالة ينمو فيها نسيج غير طبيعي في المريء ويزيد خطر الإصابة بسرطان المريء.

تشمل الأعراض التحذيرية التي تستوجب مراجعة الطبيب فورًا:

صعوبة في البلع.

احتقان أو توقف الطعام في الحلق أو الصدر.

فقدان وزن غير مبرر.

قيء مستمر.

فقر دم ناجم عن نقص الحديد.

متى يجب طلب استشارة طبية؟

إذا استمرت حرقة المعدة في معظم الأيام لأكثر من 3 أسابيع.

إذا كان الألم في الصدر مفاجئًا، شديدًا، أو مصحوبًا بتعرق، ضيق في التنفس، ألم في الذراع أو الفك.

عند ظهور أعراض حرقة المعدة الجديدة في الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 55 عامًا أو أكثر.

إذا لم تستجب الأعراض للعلاجات الدوائية مثل مثبطات مضخة البروتون.

حرقة المعدة حالة شائعة وعادة ما تكون غير ضارة، لكنها قد تسبب انزعاجًا كبيرًا. اتباع نمط حياة صحي واللجوء إلى العلاجات المناسبة غالبًا ما يحل المشكلة. ومع ذلك، يجب عدم تجاهل الأعراض المستمرة أو الشديدة، لأنها قد تكون مؤشراً لمشكلات صحية خطيرة تستوجب التدخل الطبي الفوري.