كودا: تكتوكر فكاهي موريتاني وصلت شهرته العالم

أحد, 2024-05-12 10:39

فوجئ عرب موريتانيا من المدمنين على تطبيقات التواصل الاجتماعي، بظاهرة التكتوتر كودا صال، الشاب المنحدر من أقلية زنجية موريتانية؛ فقد أصبح هذا الشاب يسيطر بشكل يزداد كل يوم، على منصة تيك توك بآلاف المتابعات وبآلاف المتابعين. كودا صال، شاب دون العشرين ينحدر من أسرة موريتانية فقيرة يعمل منظفا للسيارات؛ لم يتجاوز التعليم الابتدائي الفرنسي؛ فعلقت به منه عبارات من لغة مولير فصار يوظفها على حسابه في تيك توك: فيلوي أعناقها ضاربا أخماسها بأسداسها، مؤنثا مذكرها ومذكرا مؤنثها في حوارات فكاهية جذابة.

بدأ قبل أشهر إطلالاته معلنا أمام كاميرات التطبيق أنه أقبح إنسان خلقه الله، بل إنه بكى ذات تكتكة، تفاعل معها الكثيرون، وخاطب الرئيس الموريتاني قائلا: «سيادة الرئيس ماذا تنتظر، قمْ وامنحني شهادة أقبح مواطنيك صورةً وأكثرهم دمامة ذات».
لغته الفرنسية المكسرة المضحكة وبساطته وعرضه لدمامته، وظهوره في غرفة متواضعة أثناء بثوثه المباشرة التي لا تنقطع، وإيمانه بوطنه موريتانيا ودفاعه عنها، كل هذا جذب إليه حسناوات أفريقيا اللائي يزدحمن على باب تكتوكه ليحظين معه ولو بدقائق من بثه مباشر.
لقد تحولت صفحة كودا على تيك توك إلى نافذة لتبرج النساء اللائي ينتهزنها لعرض ذواتهن ومحاسنهن على الجمهور المتابع لها دون توقف.
على صفحته التي يتابعها الآلاف، لن يتمالك زائرها من الضحك وهو يتابع فكاهات كودا وحروبه مع البنات ومغازلاتهن له فقد تحول قبح صورته إلى جاذب شيطاني إليه.
طبقت شهرته الآفاق: فمن ذا الذي في هذا العالم لا يعرف كودا على تيك توك، أو على فيسبوك أو انستغرام؟
ومن ذا الذي لا يتابع حصص و«لايفات» كودا، في موريتانيا والسنغال وغينيا وساحل العاج أو في أفريقيا الغربية أو حتى في أوروبا في الولايات المتحدة؟ إنه بالفعل قبول غريب!!
لقد استطاع «أقبح شاب في العالم» كما يصف نفسه، أن يبكي وأن يضحك النساء على المباشر، واستطاع أن يغازل بفرنسية مكسرة لكن جذابة؛ فعبر مغامراته الغرامية أصبح رجال كثيرون يرون ذواتهم فيه زيادة على إضحاكهم والتنفيس عنهم.
لقد أصبح كودا صال بمتابعيه الذين وصلوا إلى 1.7 مليون، أبرز تيكتوكر موريتاني بل وأشهر تيكتوكر أفريقي، فأثار بذلك غيرة الكثيرين في موريتانيا ممن يمتهنون التأثير وعرض المحتويات المسلية، وممن يتعاطون عمليات الترويج عبر النت.
لقد تجاوز «السوبر دميم كودا» كما يسمي نفسه، حدود موريتانيا، فدعي إلى السنغال أرض «الترانغا» حيث حضر تحت الكاميرات التلفزيونية، ووسط المقاطع الترويجية لكبريات الشركات، عيد ميلاد عشيقته السنغالية فاتو انجاي، التي ارتبطت به على تيك توك قبل أن يلتقيا، لتزداد به تعلقا رغم ما ينقص شخصه من أناقة جاذبة؛ وقد أكد هو نفسه استغرابه من تعلقها به قائلا: ماذا رأت هذه المجنونة في شخصي حتى تحبني؟
خلال زيارته الأخيرة للسنغال، تزاحم حوله الإعلاميون وتمكنت إحدى القنوات من استضافته على المباشر تحت تصفيق الجمهور الذي تفاعل مع مغازلته لمقدمة البرنامج.
هذا الصيت الذي ناله كودا صال في الخارج، لم يلفت نظر وسائل الإعلام الموريتانية إليه فلم تستضفه أي منها، ولم تستغل قدراته وكفاءاته الفكاهية ومهاراته، رغم أن الكثيرين طالبوا بذلك ووجهوا اللوم لوزارة الثقافة الموريتانية.
وضمن الجدل المثار حاليا حول كودا صال، كتبت الإعلامية الموريتانية نفيسة خي بابا شياخ «سبحان الله، شاهدت فيديو لكودا صال؛ فسألته سيدة أجنبية عن دولته فأجابها بأنه موريتاني؛ وعندما قالت بأنها لا تعرف موريتانيا غضب عليها بشدة وأغلق السكة في وجهها».
أما المدون الموريتاني الشيخ الكوري، فقد علق قائلا «المؤسف أن أصحاب المواهب لا اعتبار لهم، وهذا بحد ذاته خطأ جسيم لأن العالم بأسره يستثمر فيهم ويوليهم أهمية خاصة ويستفيد منهم».
وعن كودا كتب المؤثر الموريتاني الكبير ناصر بيبه: «التيك توكر الموريتاني الشهير والذي يمتلك أكثر من مليون ونصف متابع، يظهر على أول قناة خاصة سنغالية بينما يتجاهله الإعلام الوطني».
وزاد «وصل هذا الشاب لعتبة مليون متابع على تيك توك، وأصبح رابع موريتاني يصل للمليون، وهو الذي يقدم محتوى في منتهى الوطنية وبمعدات بدائية، واشتهر بتشجيع المنتخب الوطني المرابطون خلال كأس أفريقيا الأخيرة».

عبد الله مولود
نواكشوط ـ «القدس العربي»