ولد العبادي يكتب عن أيامه في المستشفى

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
سبت, 2025-11-01 05:21

خرجت من مستشفى القلب، بعد حجز دام عدة أيام، ورغم قصر المدة، إلا انها طويلة بقياس من يريد أن يتحرر من سجن الأطباء، وقد صدق الدكتور بننه رئيس قسم الانعاش، عندما قال وهو يزف لي بشرى الخروج، سنمنحك "الخروج من هذا السجن" لتمضي معنا أياما في غرفة أخرى.
 خرجت من سجن الانعاش إلى سجن آخر أكثر رحابة وأكثر حرية، رغم أن السجن يظل هو ولو اتسعت جدرانه.
فكانت غرفة الانعاش تجسيد لدورة الحياة بما تحمله من ألم وأمل، فالساعة تمشي ببطءٍ موجع، كأنّ عقاربها تتثاقل من حزن المكان.
رائحة المعقمات تملأ الممرات، تختلط بصوت الأجهزة الذي يشبه أنينًا خافتًا قادمًا من عمق الحياة.، يبدو كل شيء هشًّا، حتى الأنفاس كانت تُستعار من الأمل.
كان المرضى يقاومون الصمت بقلوبٍ متعبة، ووجوههم تتهجّى الصبر.. تسكن العيون نظرات رجاءٍ لا تخطئها الروح، كأنها تقول: "ما دام في القلب نبض، فثمة طريق إلى الفجر."
في زاويةٍ ضيقة من السرير، كنت أرقب ضوء المصباح المتعب، يشبه قلبًا صغيرًا يرفض الانطفاء. وحركة الأطباء وهم في حالة استنفار، لمقاومة الموت المنتشر في كل مكان .
أعجبتنى شجاعة واحترافية الطاقم الطبي- نساء ورجالا - الذي واصل النهار بالليل ،  وتكثيف جهود الإنقاذ لجميع المرضى، حتى آخر نفس في الحياة.
ولا يفوتني في هذه المناسبة، إلا أن أشكر الله تعالي على ما أولاني من نعمه، كما أشكر الدكتور عيسى ولد خرشي الذي اشرف على علاجي والطاقم الطبي لمستشفى القلب، والشكر موصول لإدارة المستشفى التي استطاعت أن تحافظ لنا على هذه المعلمة الصحية التي تشعر فيها أنك في مستشفى بمواصفات دولية من حيث الرعاية والخدمات الطبية.
كما أشكر معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الحسين ولد مدو الذي بادر بزيارتي في الإنعاش والأمين العام سبدى محمد ولد جدو  وطاقم الوزارة، والمسؤولون السامون والنواب والأصدقاء والزملاء الصحفيون والمدونون والأقارب الذين حرصوا على الاطمئنان على حالتي الصحية.
الشكر لكم جميعا يامن غمرتموني بالدعاء زيارة وتدوينا، إذ ستبقى جهودكم محل التقدير، وعطاؤكم حديث الامتنان.
لا أراكم الله مكروها ورزقكم الصحة الدائمة