
يُعد كل من البطاطا الحلوة واليقطين من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة، لكن تأثير كلٍّ منهما على مستويات سكر الدم يختلف بشكل واضح. فبينما يمتاز اليقطين بانخفاض محتواه من الكربوهيدرات والسعرات الحرارية، تُعتبر البطاطا الحلوة مصدراً ممتازاً للألياف والفيتامينات.
وبحسب موقع Very Well Health، فإن كلاً من الغذاءين يمكن أن يُساهم في تحسين التحكم في سكر الدم، ولكن عبر آليات مختلفة.
البطاطا الحلوة: غنية بالألياف ومغذية بامتياز
تتميز البطاطا الحلوة بأنها مليئة بالألياف الغذائية التي تُبطئ عملية الهضم، وتُساعد على امتصاص الغلوكوز تدريجياً في الدم، ما يُخفف من ارتفاع سكر الدم بعد الوجبات.
ويحتوي كوب واحد منها على نحو 4 غرامات من الألياف و27 غراماً من الكربوهيدرات، مما يجعلها خياراً مشبعاً وغنياً بالطاقة.
كما تحتوي البطاطا الحلوة على كربوهيدرات مُعقدة مثل الأميلوبكتين، التي تُهضم ببطء وتُساعد على الإحساس بالشبع لفترات أطول، وهو ما قد يُساهم في تقليل استهلاك السعرات اليومية ودعم فقدان الوزن.
إضافة إلى ذلك، فهي مصدر غني بفيتامين A (من البيتا كاروتين)، إلى جانب مجموعة من المعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم التي تُفيد القلب والمناعة.
اليقطين: قليل الكربوهيدرات والسعرات الحرارية
يُعتبر اليقطين خياراً مثالياً لمن يُراقبون سكر الدم أو يحاولون خفض السعرات الحرارية، إذ يحتوي كوب واحد منه على 8 غرامات فقط من الكربوهيدرات، أي أقل بثلاثة أضعاف تقريباً من البطاطا الحلوة.
كما يُعد اليقطين منخفض السعرات الحرارية وغنياً بمضادات الأكسدة، لا سيما البيتا كاروتين واللوتين والزياكسانثين، وهي مركبات تُعزز صحة العين وتدعم جهاز المناعة.
وبفضل هذا المحتوى الغذائي، يساعد اليقطين على استقرار مستويات السكر في الدم وتقليل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
المؤشر الجلايسيمي متقارب… لكن الكمية هي السر
يتشابه المؤشر الجلايسيمي لكل من اليقطين والبطاطا الحلوة (حوالي 60)، ما يعني أنهما يرفعان سكر الدم بمعدل معتدل.
لكن الخبراء يؤكدون أن الكمية المُتناولة هي العامل الحاسم، إذ إن الإفراط في أيٍّ منهما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم بشكل مفاجئ.
ويُنصح بتناول هذه الأطعمة إلى جانب مصادر بروتين أو دهون صحية (مثل البيض أو المكسرات) لتقليل امتصاص السكر وتحقيق توازن أفضل في الطاقة.
من الأفضل غذائياً؟
البطاطا الحلوة أكثر كثافة بالعناصر الغذائية من حيث الفيتامينات والمعادن.
اليقطين يحتوي على كربوهيدرات وسعرات حرارية أقل، ما يجعله خياراً مناسباً لإدارة الوزن وسكر الدم.
كلاهما يحتوي على البيتا كاروتين الذي يُقلل من مخاطر الالتهابات والسكري.
فوائد صحية إضافية لكليهما
المناعة: العناصر المضادة للأكسدة في اليقطين والبطاطا الحلوة تُقلل الالتهابات وتقوّي جهاز المناعة.
القلب: الألياف والبوليفينولات تُخفض الكوليسترول الضار (LDL) وتُحسّن الكوليسترول الجيد (HDL).
الوزن: استبدال الأطعمة عالية السعرات بالبطاطا الحلوة أو اليقطين يُعزز فقدان الوزن بطريقة صحية.
العين: كلٌّ من البطاطا الحلوة واليقطين غني بمركبات تحمي العين من أمراض مثل الضمور البقعي.
الهضم: الألياف والسكريات المتعددة في كليهما تُغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء وتحافظ على صحة الجهاز الهضمي.
كلا من البطاطا الحلوة واليقطين يُعد خياراً صحياً يمكن أن يُدرج ضمن نظام غذائي متوازن.
اليقطين مناسب لمن يرغب في التحكم في سكر الدم وتقليل السعرات.
البطاطا الحلوة خيار مثالي لتعزيز الطاقة والمناعة وتحسين الهضم.
أما السر الحقيقي فيكمن في الاعتدال، ومزج هذه الأطعمة مع مصادر بروتين وألياف متنوعة لتحقيق أفضل النتائج الصحية.

.jpg)


